شفق نيوز- أربيل
بين تزاحم التطور
التكنولوجي وتنوع وسائل الإعلام، مازال بعض الأشخاص يحاولون جاهدين التمسك بإرث
قديم رافقهم في زمن ما.
وفي أربيل، يحتفظ معلم
متقاعد بشغفٍ لا يخبو تجاه جهازٍ شكل نافذة أجيالٍ كاملة على أخبار العالم، وسط
رفوف تزدحم بعشرات أجهزة الراديو النادرة، يواصل صالح عزيز إحياء تراث إذاعي بات
جزءاً من هويته الشخصية، وجاذباً للزوار والباحثين عن أصوات الماضي من مختلف مناطق
كوردستان والعراق.
ويقول صالح عزيز،
المعلم المتقاعد في الستينيات من عمره وأحد أبرز هواة الإذاعة والراديو في إقليم
كوردستان، لوكالة شفق نيوز، إن علاقته بالراديو بدأت منذ الطفولة وما زالت تشكل
جزءاً أساسياً من يومياته حتى اليوم.
وأوضح عزيز، أن الراديو
لم يكن مجرد جهاز في طفولته، بل "أفضل وسيلة إعلامية"، إذ كان ينقل
أخبار العالم إلى البيوت في زمن لم تكن فيه وسائل الاتصال متاحة كما هي الآن.
وأضاف أن "العديد
يأتون إليّ في المحل ويسألون هل ما زال هناك وجود للراديو؟ أجيبهم دائماً طالما
هناك سيارات، فلا يمكن أن تنتهي هذه الأجهزة".
ويُدير عزيز، جمعية
لهواة أجهزة الراديو، تضم أعضاء يمتلك كل منهم مجموعة واسعة من الأجهزة، خصوصاً
القديمة منها التي تحمل ذكريات الماضي وأيام الشباب.
ويشير إلى أن شغفه وصل
إلى حد عدم قدرته على الاستماع للأخبار عبر أي وسيلة إعلامية أخرى، حتى عندما يكون
خارج المنزل.
كما يوضح أن محله في
أربيل يستقبل زبائن من مختلف محافظات إقليم كوردستان، إضافة إلى مناطق أخرى من
العراق، ممن يبحثون عن أجهزة نادرة أو قطع تراثية.
وتختلف أسعار أجهزة
الراديو بحسب قدمها ونُدرتها، إذ قد يصل بعضها إلى عشرة آلاف دولار للجهاز الواحد.
ويختم عزيز، حديثه
قائلاً إن الراديو بالنسبة له ليس مجرد هواية، بل جزء من العائلة وإرث يجب الحفاظ
عليه، خاصة مع تراجع الاهتمام به في العصر الرقمي.