شفق نيوز/ افتتح في أربيل عاصمة إقليم كوردستان يوم الاثنين معبد للديانة الزرادشتية والذي احتضن مراسم خاصة لاعتناق أكاديمي عراقي وزوجته للديانة.
وقالت آوات داريا ممثلة الديانة الزرادشتية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان العراق، "افتتحنا معبد أربيل بحضور مسؤولين من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان وعدد من المسؤولين وأبناء الديانة الزرادشتية، حيث تم استئجار منزل لهذا الغرض لحين بناء معبد خاص بنا".
وأشارت داريا، في حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أهمية افتتاح المعبد الزردشتي الذي يسمونه بـ(Ateshga) في أربيل، قائلة، "افتتاح المعبد له أهمية كبيرة في أربيل، حيث توجد البعثات الدبلوماسية الأجنبية ومقرات منظمات الأمم المتحدة ووزارات حكومة إقليم كوردستان".
وأضافت، "نحن الزرادشتيون في كوردستان عازمون على المضي قدمًا، وهذا يتطلب جرأة وجهودًا لدفع النهضة الزرادشتية".
كما أعلنت داريا عن إقامة حفل الصدر الزرادشتي البوشي (اي اعتناق الديانة) للدكتور حيدر عصفور وزوجته ضحى.
جدير بالذكر أن الدكتور حيدر وزوجته ضحى من القومية العربية ومن مدينة بغداد عاصمة العراق، وهما من عائلة معروفة في بغداد (عائلة العصفور)، وأن حيدر باحث اقتصادي عراقي لديه أبحاث اقتصادية ومقابلات منشورة على الانترنت.
وأضافت داريا بالقول، إن "هذا الحدث له دلالات مهمة؛ أولاً تؤكد أن الزرادشتية هي رسالة لجميع البشر، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية. وهذا يفتح لنا آفاقًا جديدة في الديانة والفلسفة الزرادشتية في عموم العراق".
واشارت إلى أنه "خلال الأيام الأربعة الماضية، تم تحقيق إنجازات أخرى، بما في ذلك افتتاح منظمة ياسنا لتطوير الفلسفة الزرادشتية في دهوك، أي في منطقة بهدينان، وهذا يعني وجود الزرادشتيين في ثلاث محافظات في إقليم كوردستان بالقرب من تركيا وإيران وسوريا".
وأفادت داريا بوجود استياء لدى دول الجوار (لم تسمهم) بسبب الانتشار السريع للديانة الزرادشتية في إقليم كوردستان.
وأردفت بالقول، "هناك استياء في دول الجوار بسبب زيادة انتشار الزرادشتيين، مما يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح لهذا الوجود الزرادشتي. واليوم نشهد تحركات من هذه الدول لمحاولة خلق نوع من الفوضى في كوردستان".
وتابعت، "نعمل كمتطوعين في تنفيذ هذه الأنشطة الزرادشتية، ليس لدينا سوى إيمان قوي وإرادة صلبة للمضي قدمًا، ونشر تعاليم آشو زرادشت الذي كان هدفه نشر رسالته الإنسانية من أجل سعادة الإنسان".
وأشارت داريا الى وجود 15 الف شخص اعلنوا بشكل رسمي عن اعتناقهم الديانة الزرادشتية، مشيرة الى ان الاحصائيات غير الرسمية تشير الى وجود نحو 300 الف شخص ولكن لاسباب اجتماعية واعتبارات دينية يخشون الكشف عن انفسهم كون البعض منهم يقطنون في المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل وبالأخص في مناطق كفري وكلار وجمجمال ومخمور وكركوك.
وترجع هذه الديانة، التي كان يعتنقها معظم الكورد قبل ظهور الإسلام، إلى زرادشت الذي نشرها قبل نحو ثلاثة آلاف وخمسمئة سنة، حيث يعتقد معتنقوها بوجود إله واحد أزلي هو أهورامزدا (الإله الحكيم)، وأنه خالق الكون الذي لا يصدر عنه سوى الخير.
ويعتقد الزرادشتيون أن زرادشت نبي مرسل من الإله، وأن هناك ستة مساعدين للإله أهورامزدا، كما يحتفظون بكتاب الأفيستا الذي يضم مختارات من الكتاب المقدس لديانتهم.