شفق نيوز/ صرّح رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، يوم الأربعاء، بأن مئات الآلاف من الكورد الإيزيديين يقطنون مخيمات النزوح، وهاجروا إلى بلدان أخرى بسبب الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على مناطقهم في قضاء سنجار المتنازع عليه بين أربيل وبغداد.
وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني، في كلمة له القاها في ناحية سميل بدهوك بمناسبة الذكرى الثامنة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون، إنه ما يزال 325 ألف إيزيدي يقطنون مخيمات النزوح، و100 ألف منهم هاجروا إلى خارج البلاد.
واشار إلى عمق معاناة الايزيديين في العام 2014 بعد اجتياح تنظيم داعش لمناطق سنجار، مردفا بالقول "عاهدنا على أنفسنا بالعمل لمساعدة الايزيديين لتحرير مختطفيهم وتمكنا من تحرير 3554 مختطفا من قبضة تنظيم داعش، ونعمل على إنقاذ الباقين".
وكان رئيس الاقليم قد افتتح مكتبا خاصا لتحرير المختطفين الإيزيديين من كلا الجنسين والفئات العمرية كافة، وقد نجح هذا المكتب في تحرير الآلاف من المختطفين من قبضة داعش بجهود ذاتية حيث لم يبادر المجتمع الدولي ولا الحكومة العراقية في القيام بمثل هذا الأمر.
وكان تنظيم "داعش" قد هاجم الايزيديين في مناطق سنجار في صيف 2014 ما ادى الى مقتل واختطاف آلاف منهم ونزوح أكثر من 300 الف اخرين الى اقليم كوردستان.
كما دعا رئيس الإقليم في كلمته اليوم، إلى التعاون مع مكتب شؤون المختطفين الإيزيديين في دهوك للعمل على تحرير من تبقى منهم.
وأعرب عن شكره لأهالي محافظة دهوك أزاء ما قدموه من مساعدات للإيزيديين خلال الأزمة التي تعرضوا لها، وقال ان الرئيس مسعود بارزاني تعهد بتحرير سنجار، ووفى بوعده بفضل دماء البيشمركة.
الرئيس نيجيرفان بارزاني شكر ايضا دول التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الامريكية على مساعدتها لتحرير سنجار من قبضة داعش، داعيا في الوقت ذاته المنظمات الدولية لتقديم المساعدة في إعادة إعمار سنجار، قائلا، إن مساعدة سنجار واجب قانوني وأخلاقي على المجتمع الدولي.
وتطرق رئيس الإقليم الى الوضع المعيشي الصعب للنازحين الإيزيديين في مخيمات النزوح، وقال إن عشرات الآلاف لم يعودوا إلى سنجار، ولم يتم تنفيذ الاتفاق المبرم بين الحكومة الاتحادية وحكومة كوردستان لتطبيع الأوضاع في القضاء، مؤكدا أن الخدمات سيئة ومنعدمة في سنجار إضافة إلى عدم معالجة وجود المجاميع المسلحة خارج إطار القانون، ولم تتم إعادة المختطفين كافة إلى احضان ذويهم فهذه المشاكل كلها تحتاج إلى حل.
وشدد على أنه ينبغي الكف عن استخدام سنجار كورقة سياسية، و يتعين تطبيع الأوضاع فيها، وهذا واجب يقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة الإتحادية بالتنسيق والتعاون مع حكومة إقليم كوردستان، منوها إلى ضرورة تفكيك القوات غير الشرعية في سنجار وإعادة إعمارها، والعمل على الحيلولة دون تكرار الكوارث الذي تعرض لها سكانها.
وتوصلت بغداد وأربيل في (9 تشرين الأول 2020)، إلى اتفاق لتطبيع الأوضاع في سنجار ينص على إدارة القضاء من النواحي الإدارية والأمنية والخدمية بشكل مشترك.
وكان تنظيم "داعش" قد اجتاح قضاء سنجار عام 2014 وارتكب مجزرة بحق سكانها، قبل أن تستعيده قوات البيشمركة في العام التالي.
إلا أن الجيش العراقي مسنوداً بالحشد الشعبي اجتاح المنطقة جراء التوتر بين الإقليم والحكومة الاتحادية على خلفية استفتاء الاستقلال عام 2017. وقامت السلطات العراقية بتنصيب مسؤولين جدد في القضاء مكان المسؤولين المنتخبين الذين انسحبوا من المنطقة إلى محافظة دهوك عند تقدم القوات العراقية.
وتوجد حالياً إدارتان محليتان لسنجار، إحداها تم تعيينها من سلطات الحكومة الاتحادية، والثانية هي الحكومة المنتخبة والتي تقوم بتسيير أعمالها من محافظة دهوك.
كما شكل حزب العمال الكوردستاني المناهض لأنقرة فصيلاً موالياً له هناك باسم "وحدات حماية سنجار" ويتلقى رواتب من الحكومة العراقية كفصيل تحت مظلة الحشد الشعبي.