شفق نيوز/ أصدر رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الجمعة، بياناً في الذكرى السنوية لحملات الأنفال التي ارتكبها النظام العراقي السابق ضد الشعب الكوردستاني قبل 35 عاماً، داعياً الحكومة العراقية إلى الإيفاء بالتزاماتها الدستورية في تعويض ذوي الشهداء والضحايا:
وفيما يلي نص البيان، "بقلوب يملؤها الحزن والأسى، نستذكر اليوم شهداء وضحايا حملات الأنفال سيئة الصيت، تلك الجريمة التي تعدّ واحدة من أبشع أساليب الإبادة الجماعية التي اقترفها النظام البعثي العراقي ضد الكورد والكوردستانيين قبل 35 عاماً وعلى مراحل متعددة، إذ اقتاد خلالها آلاف المدنيين الأبرياء العزّل من مختلف مناطق كوردستان وقُراها، قبل نفيهم ودفنهم وهم أحياء في صحاري وسط العراق وجنوبه، وما زال الكثيرون في عِداد المفقودين ومصيرهم مجهولاً".
وأضاف ان "جريمة الأنفال شكّلت إبادةً وحشيةً لم تستهدف شعب كوردستان فحسب، بل ضربت كل القيم الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط، وللأسف لا تزال التداعيات والتبعات الشاملة لهذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية، قائمة، ولم تندمل جراحها إلى الآن".
وتابع بارزاني، "بينما نحيي هذه الذكرى المحزنة، وهي جزء من سلسلة جرائم اقترفت بحق الشعب الكوردستاني، فإننا ندعو الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها وتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والدستورية في تعويض المتضررين وعائلات وذوي من ظلموا على يد النظام العراقي السابق، تعويضاً مستحقاً ومنصفاً، ومساعدة حكومة إقليم كوردستان من أجل تقديم أفضل الخدمات لعوائل الشهداء الأكارم وبما يليق بها".
وختم بالقول، "في الذكرى الأليمة لحملات الأنفال، ننحني إجلالاً وإكباراً لشهداء كوردستان ومؤنفليها، وستظل ذكراهم في وجداننا خالدة مُخلدة".
وتقول هيومن رايتس ووتش إن ما يصل إلى 100 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم في عمليات تطهير عرقي ممنهجة، والتي تضمنت استخدام أسلحة كيميائية.
وتقدر مصادر كوردية عدد الضحايا بأكثر من 180 ألف قتيل.
وقال الادعاء العراقي أثناء محاكمة أركان نظام الرئيس العراقي صدام حسين في هذه القضية، إن حملة الأنفال تشكل "إبادة جماعية" فقد أدت إلى مقتل 100 ألف كوردي وتدمير آلاف القرى وتشريد سكانها، غير أن صدام حسين -الذي تصدر قائمة المتهمين في تلك القضية- أكد أنها مجرد عملية ضرورية لمواجهة حركة تمرد خلال الحرب مع إيران.