شفق نيوز/ توالت الإدانات المحلية والدولية للهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف أربيل الأسبوع الماضي، ومثّل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، حيث طالبت منظمات مدنية في السليمانية الرئاسات الاتحادية الثلاث بحماية سيادة وشعب العراق استناداً إلى المواد الدستورية.
وقالت الناشطة المدنية گةشه دارا خلال مؤتمر صحفي، حضرته وكالة شفق نيوز، "نُدين بشدة القصف الذي استهدف مدينة أربيل والذي يُعد انتهاكاً للسيادة العراقية، ويعمل على تقويض الأمن والاستقرار في البلد".
وأضافت "منذ سنوات تقوم تركيا وإيران باعتداءات متكررة على الأراضي العراقية بصورة عامة وأراضي إقليم كوردستان على وجه الخصوص متجاهلتين الأعراف والقوانين الدولية".
وبينت أنه "خلال الأعوام الماضية قامت الدولتان باعتداءات عسكرية وإنشاء نحو 215 قاعدة عسكرية في إقليم كوردستان نفذت من خلالها هجمات على أراضي الإقليم".
وأوضحت أن "الهجمات استمرت منذ العام 1999 ولغاية الآن، وأدت إلى استشهاد نحو 850 مواطناً وإصابة آلاف المواطنين، كما قامت الدولتان باستهداف مواقع مدنية في داخل المدن والأحياء السكنية مثل المطارات ومنازل المواطنين ومستشفيات ودور عبادة ومدارس".
وأكدت دارا أن "هذه الاعتداءات أسفرت عن تشويه طبيعة البلاد من جبال ومساحات خضراء ما أدى إلى حرق نحو مليون و800 ألف دونم من الأراضي ونفوق أكثر من 2500 حيوان بري وتدمير آلاف خلايا النحل".
واعتبرت أن "المعتدين تعاملوا مع مناطق الإقليم ليس كأنها جزءاً من العراق ولم تبين أي جهة مسؤولة موقفها حيال تلك الاعتداءات".
وأشارت إلى أنه "وعلى خلفية الحرب الإسرائيلية الفلسطينية نفذت القوات الإيرانية العديد من الهجمات على مطار أربيل وأماكن أخرى كان آخرها في ليلة 16 كانون الثاني/ يناير الجاري والتي استهدفت منزلاً مدنياً وسط أربيل راح ضحيته مواطنين أبرياء، ما خلق حالة من الهلع وعدم الاستقرار بين المواطنين، فيما لم تكن هناك ردوداً عملية وفعلية من قبل الحكومة العراقية للوقوف بوجه تلك الهجمات".
وطالب المحتجون، الرئاسات الاتحادية الثلاث، القيام بواجباتها الدستورية والقانونية لحماية أمن وسيادة الأراضي العراقية وفقاً للمادة 67 من الدستور العراقي والتي تلزم تلك السلطات بحماية سيادة الأراضي العراقية وأمن وسلامة شعبه، واللجوء إلى المجتمع الدولي للضغط على تلك الدول المعتدية لإيقاف اعتداءاتها المتكررة.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، إن القصف الايراني على مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان "لا يتعارض" مع سيادة العراق، وهو ما تنفيه حكومتي بغداد واربيل اللتان ادانتا القصف ووصفاه بـ"العمل العدواني".
وليل الاثنين على الثلاثاء من الأسبوع الماضي، شن الحرس الثوري الإيراني قصفاً عنيفاً بصواريخ باليستية استهدف بها مناطق مدنية في مدينة اربيل، مما أدى الى سقوط 10 مدنيين بين ضحية وجريح.
وقد اعلن الحرس الثوري مسؤوليته عن الضربات التي استهدفت اربيل، وقال في بيان، إنها جاءت "ردًا على جرائم النظام الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية والتي كانت آخرها مقتل عدد من قادة الحرس بنيران صهيونية تم استهداف مقر تجسسي رئيسي للموساد في إقليم كردستان العراق وتم تدميره بالصواريخ الباليستية".
وأكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، بأن ادعاءات إيران باستهداف مقر للموساد في محافظة اربيل، لا أساس لها من الصحة، حسب وصفه.
كما أطلع وزير داخلية إقليم كوردستان ريبر أحمد، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي الذي يترأس وفدا أمنيا رفيعا، على مواقع القصف الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على مناطق في مدينة أربيل والذي أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى بين صفوف المدنيين.
وعدّ مجلس أمن إقليم كوردستان، القصف الصاروخي الذي شنّه الحرس الثوري الإيراني والذي استهدف به مناطق مدنية في مدينة اربيل "إنتهاكاً صارخاً لسيادة" الإقليم والعراق كافة.
وعلى الصعيد الدولي، أدان وزراء دول عدة، القصف الإيراني، فيما أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، أنه سيناقش هذا الاستهداف مع الرئيس جو بايدن لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمن الإقليم.
جاء ذلك، خلال لقاءات عدة عقدها رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مع المسؤولين، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.