شفق نيوز/ أفادت حكومة إقليم كوردستان العراق، يوم الأحد، بتعرض مقر لقوات البيشمركة في محافظة اربيل إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين مفخختين نفذته قوة "خارجة عن القانون"، محمّلة الحكومة الاتحادية مسؤولية هذا الهجوم الذي وصفته بـ"الإرهابي".
وقال المتحدث باسم حكومة الاقليم بيشوا هورماني في بيان اليوم، إنه "في الليلة الماضية، وفي الساعة 11:45 (بالتوقيت المحلي) تعرض مقر لقوات بيشمركة كوردستان في حدود بيرمام - اربيل إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين مفخختين، ولحسن الحظ لم يسفر هذا الهجوم عن وقوع خسائر بالأرواح و اقتصر على اضرار مادية فقط".
وأضاف أن "هذا الهجوم الإرهابي الذي نفذته قوة خارجة عن القانون بمساعدة (الجحوش) والمتعاونين معهم على مقر للبيشمركة يُعد أمراً خطيراً و إيذانا بالحرب".
و"الجحوش" مصطلح شائع بين الأحزاب والقوى السياسية القومية الكوردية، يُطلق على أبناء جلدتهم من يُتهمون بـ"الخيانة العظمى" من خلال معاونة و مساندة الأطراف المعادية لكوردستان كما فعلت قوات "الجحافل الخفيفة" أو "الفرسان" التي شكلها نظام صدام حسين واستعان بها في عمليات الإبادة الجماعية والتهجير والترحيل القسري ضد الكورد في ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن المنصرم.
كما وحمّل المتحدث باسم حكومة الإقليم، هذه الأطراف والحكومة الاتحادية مسؤولية هذه الهجمات "الجبانة"، معللاً ذلك بأن هذه المجاميع الخارجة عن القانون يتم تمويلها بالرواتب وتسليحها من قبل الحكومة الاتحادية ويتحركون أمام الحكومة العراقية، وينقلون الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة، وينفذون هجمات إرهابية على مؤسسات رسمية وعسكرية.
وأردف بالقول، إنه في حين أن الحكومة العراقية صامتة وعاجزة ضدهم، لكنها تتمتع بالشجاعة الكافية في قطع قوت شعب كوردستان، ويتم تمويل هذه المجاميع بنفس تلك الأموال.
وتابع هورماني بالقول: ننتظر رداً وخطوات فعلية من رئيس مجلس وزراء الحكومة الاتحادية في معاقبة تلك المجاميع، وندرس أي رد في الوقت والساعة المناسبة، داعيا جميع الأصدقاء، والأطراف إلى عدم الصمت إزاء هذا العمل "الإرهابي"، وإلى دعم حكومة الإقليم في أي رد تراه مناسباً.
من جهته أدان رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، الهجوم "الإرهابي" الذي استهدف قاعدة للبيشمركة شمال شرق أربيل، داعيا الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لردع هذه المجاميع ومحاسبتها.
وكتب رئيس الحكومة على حسابه الرسمي في منصة (إكس): "أشعرُ بقلق عميق إزاء الهجوم الإرهابي الذي استهدف الليلة الماضية قاعدة للبيشمركة شمال شرق أربيل، وأدينُ بأشد العبارات الخارجين عن القانون والمتواطئين معهم".
وأضاف: "نحن ندرك جيداً الألاعيب التي يمارسونها هنا، والخارجين عن القانون الذين يقفون وراءها، ولدينا الحق في الدفاع عن شعبنا".
وتابع: "يجب على الحكومة الاتحادية أن تنظر إلى أي هجوم على إقليم كوردستان على أنه هجوم على العراق بأكمله، وأن تتصدى له بالإجراء المناسب. فالتقاعس المستمر سيشجع هؤلاء الجناة على مواصلة ارتكاب جرائمهم".
وأكد رئيس الحكومة أن "هؤلاء يستغلون أموال الدولة وأسلحتها لمهاجمة إقليم كوردستان، وزعزعة استقرار البلاد بأسرها، مما يعرضها لخطر إعادة إشعال الصراع في بلد عاش ما يكفي من سفك الدماء".
وحث مسرور بارزاني رئيس الوزراء الاتحادي على اتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لردع هذه المجاميع ومحاسبتها وإعادة تأكيد سيطرة الدولة على الأراضي التي تستخدم منطلقاً لشن تلك الاعتداءات.