شفق نيوز/ نظمت مدن في ديالى وكرميان من المتنازع عليها، الثلاثاء، وقفات حداد رمزية استذكاراً لمجزرة حلبجة الكيمياوية التي ارتكبها النظام السابق بحق الكورد والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة الاف بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 10000 آخرين ما زالوا يعانون آثار الجريمة.
وقال قائممقام خانقين دلير حسن سايه لوكالة شفق نيوز، ان دوائر القضاء تنظم سنويا وقفات حداد استذكاراً لضحايا فاجعة حلبجة وتضامنا مع اسر الضحايا المنكوبين واصفا جريمة حلبجة بأنها جريمة العصر وامتداد للسياسات التعسفية للنظام السابق بحق الكورد الى جانب التغييرات الديمغرافية وعمليات الإبعاد القسري للكورد من مناطقهم لدوافع قومية وسياسية.
واضاف ان "جراح حلبجة ما تزال تدمي في اوساط الالاف من الاسر الكوردية المنكوبة وسط صمت دولي ورسمي شجع النظام على ارتكاب ابشع جريمة انسانية في حلبجة الكوردية مسلسل الابادة والتدمير العرقي في المناطق المتنازع عليها ومنها خانقين والذي بدأ منذ عام 1975 من قبل النظام البائد".
بدوره اعلن قائممقام قضاء كلار التابع لإدارة كرميان شهاب حاجي احمد عن تنظيم وقفة صمت وحداد شاملة في كلار وعموم كرميان وتوقف لعدة دقائق استذكارا لضحايا جريمة حلبجة ومخلفاتها اللانسانية على مر العصور، مبينا ان قلوب الجماهير الكورد تستذكر الفاجعة كل عام وسط خيبة امل كبيرة بسبب ضعف التعاطي الانساني من قبل المنظمات الدولية والانسانية مع جريمة حلبجة.
وانتقد احمد الاهمال الحكومي على مر السنوات الماضية لقضاء حلبجة المنكوب على الرغم من اقراره رسميا المحافظة الرابعة في اقليم كوردستان وعدم استحصال حقوقه الادارية حتى الان وهو ابسط حقوق الايفاء للاسر المنكوبة.
ودعا احمد البرلمان العراقي والحكومة الى التحرك الجاد نحو المنظمات الدولية والامم المتحدة لتوثيق جريمة حلبجة وانصاف اسر الضحايا الابرياء لمنع تكرار الفواجع وجرائم الابادة البشرية في أي بلد وعلى يد أي نظام او حكومة وحماية الانسانية من جرائم الطغاة.
واشار قائممقام كلار الى وجود الكثير من مصابي حلبجة بحاجة الى الى العلاج خارج البلاد والتخلص من اثار الجريمة الكيمياوي التي تركت اثار صحية ونفسية جسيمة لا يمكن تجاوزها.
فيما استنكر قائممقام قضاء كفري التابع لإدارة كرميان سيروان الباجلاني فاجعة حلبجة الآثمة التي طالت الابرياء الكورد والتي لا يمكن وصف آثارها وتبعاتها اللانسانية في اي بقعة من العالم.
واعتبر الباجلاني في حديثه لوكالة شفق نيوز" جريمة حلبجة بأنها وصمة عار في جبين مرتكبيها والذين استخدموا افتك الاسلحة المحرمة ضد المدنيين العزل في المناطق التابعة لحلبجة معلنا عن اقامة وقفات استذكار رسمية في قضاء كفري حدادا على ارواح الضحايا واستذكار لابشع فاجعة في تاريخ الانسانية جمعاء.
وفي 16 مارس/آذار 1988 حلقت مقاتلات عراقية فوق حلبجة لمدة خمس ساعات وألقت خليطا من غاز الخردل والسارين وغازات الأعصاب. وخلف القصف خمسة آلاف ضحية معظمهم من النساء والأطفال، وآلاف الجرحى.
وفي يناير/كانون الثاني 2010 حكم بالإعدام على علي حسن المجيد الملقب بـ"علي الكيمياوي" ابن عم الرئيس صدام حسين، ونفذ فيه لمسؤوليته عن هذه المجزرة.
ووقع الهجوم الكيماوي على حلبجة، في الأيام الأخيرة للحرب العراقية الإيرانية.
وكان الهجوم الكيميائي، والذي يعرف بالإبادة الجماعية، أكبر هجوم كيماوي وُجّه ضد سكان مدنيين من عرق واحد وهم (الكورد) وهو أمر يتفق مع وصف (الإبادة الجماعية) في القانون الدولي والتي يجب أن تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة.