شفق نيوز/ عيد الأضحى او ما يعرف ب"جەژنی قوربان" باللغة الكوردية هو ثاني الأعياد الدينية لدى المسلمين، حيث يحييها السكان في مدن الإقليم، والذي يوافق أول أيامه اليوم السبت.
لأهمية المناسبات الدينية لدى المسلمين، يحظى عيد الأضحى اهتماما بالغا من قبل الأهالي، حيث الاستعداد له حكومياً ومجتمعياً، لما تتمتع به مدن من أجواء جميلة ومعتدلة في فصل الصيف الذي جاء العيد في منتصفه، إضافة الى توفر الاماكن السياحية.
العيد ضيفُ يُستعد له
ويقول فاخر عز الدين وهو من أهالي السليمانية، لوكالة شفق نيوز، إن لمدينته أطباعها وأجواؤها وتقاليدها الخاصة في عيد الأضحى، إذ يأتي العيد كأحد الضيوف الأعزاء ويستعدون لاستقباله بلهفة وفرح كبير.
ويضيف فاخر انه تتشابه العادات والتقاليد الكوردية خلال عيد الأضحى مع بعض العادات في البلدان العربية والإسلامية الأخرى، ولكل بلدٍ تقاليده وعاداته الخاصة، حيث تحرص الأسر الكوردية على الاستعداد مبكراً لقدوم العيد، فيذهبون لاختيار وحجز أضحيتهم قبل العيد بأيام، وشراء ملابس جديدة للعيد.
ويبين فاخر ان مواطني السليمانية يحرصون حرصاً بالغاً على قيم كرم الضيافة وحسن استقبال الزائرين، لذا تنظّف النساء منازلهن استعداداً لمجيء العيد، ويتشارك أفراد الأسرة تعليق الزينة الملوَّنة ونثر الزهور داخل وخارج البيوت، فهي تبعث البهجة والسرور ترحيباً بمجيء العيد.
صلاة العيد وارتداء الملابس الجديدة أولى الطقوس
ويقول اكرم محمد لوكالة شفق نيوز "يبدأ أول أيام العيد في إقليم كوردستان بإقامة صلاة العيد، ويذهب أفراد العائلة بملابسهم الجديدة وبعطور طيبة، قاصدين صلاة العيد في الجوامع بمشاركة السياح والوافدين والنازحين" .
ويضيف انه بعد الصلاة وتكبيرات العيد، عادةً ما يسرع أفراد الأسرة على تقسيم الأضحية على الأهل والأقارب والفقراء.
اكلات العيد يُزين مائدة الأهالي
ويشير اكرم إلى أن الكوردستانيين يحرصون على طبخ أطعمة شهية مُعَدّة بلحم الأضحية، وتقديمها لضيوفهم طوال فترة العيد مع طبق القيسي، إضافة إلى الحلويات الشهيرة مثل البقلاوة والحلقوم فضل عن طبق الكليجة الذي يحضر قبل العيد.
عيدية الصغير وتوقير الكبير
ويقول حاجي احمد "تتجسد مقولة توقير الكبير والعطف على الصغير في عيد الأضحى، إذ يتجمع كل أفراد العائلة بكبيرهم وصغيرهم، ويقبّل صغار السن أيادي الكبار، كما تُقدَّم العيديّة واللُّعَب والحلوى للأطفال، وفي بقية أيام العيد يحرص الأهالي على الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والساحات العامة للترفيه عن أنفسهم وأطفالهم، ويفضّل آخرون السفر إلى قراهم ومدنهم لزيارة الأقارب والأصدقاء".
زيارة المقابر
من العادات الاخرى التي تلازم الاسر في إقليم كوردستان خلال الأعياد الدينية هي زيارة المقابر والتي يقول عنها "كاكا محمد" انها عادة متجذرة تفضلها النساء بعض منها في صباح العيد والبعض الاخر في ايام العيد بعد اداء مناسك العيد.
العيد تزامن مع عطلة المدارس
ام احمد سائحة من كربلاء، تؤكد لوكالة شفق نيوز، ان هذه هي المرة الثالثة التي ازور فيها السليمانية وخاصة في المناسبات الدينية والأعياد، لانه وبصراحة نحتاج للراحة والاستجمام وقضاء الأوقات العائلية بعيدا عن الضجيج والصخب والتجوال وتغيير الأجواء المتشنجة سواء في البيت او المدينة، وهي لي كفرصة لاني موظفه واحتاج انا وعائلتي نوعا من الراحة وليس افضل من ايام عيد الاضحى المبارك إضافة الى تزامنها مع عطلة المدارس، كما هي فرصة ايضا للتبضع وشراء الضروريات المنزلية المعروفة والهدايا للعودة بعد انقضاء عطلة العيد ومن اجل شراء ما يحتاجه البيت من حاجيات .
يعتبر متنفسا للترويح عن النفس
ويؤكد ابو عباس من بغداد على ذلك لـ وكالة شفق نيوز، أن للعيد طعم خاص ومع ارتفاع درجات الحرارة في بغداد واعتدال الجو هنا في المدينة يكون له صدى طيب في نفوسنا كعراقيين، لانها فرحة تأخذ جوانب كثيرة منها السعادة والسفر وزيارة الأهل والأقارب وتناسي الخلافات والصلح بيننا جميعا، وهكذا تعلمنا كل شيء من آبائنا وأجدادنا، كما ان العيد يعتبر متنفسا للترويح عن النفس والابتعاد عن التقليد اليومي المتعارف عليه من الذهاب للعمل او غيرها من الالتزامات، في نفس الوقت لإسعاد أسرتنا وحقها علينا ورسم البسمة على شفاه الأطفال بتفريغ طاقاتهم ورغباتهم من خلال شراء الألبسة الجديدة والألعاب المتنوعة لخلق أجواء من المتعة والرفاهية لهم.