شفق نيوز/ اثارت مطالبة وزير ثقافة اقليم كوردستان بتدريس اللهجة الهورامانية في المرحلة الاساسية بالمدارس التابعة لوزارة التربية في محافظة حلبجة اسوة بباقي اللهجات الكوردية الاخرى انقساما جديدا بين الاوساط الرسمية والاكاديمية بين موافق ورافض ولكل وجهة نظره التي يراها صحيحة ويستميت في الدفاع عنها، علما ان الفكرة سيتم طرحها على الجهات المختصة لمناقشتها والقرار فيها.
ورحبت جهات ثقافية واجتماعية بهذا الطرح من قبل وزير الثقافة في اقليم كوردستان محمد حمه سعيد خلال مؤتمر صحفي عقده بمناسبة وضع حجر الاساس لبناء مدرسة في مدينة السليمانية.
وقال مدير الثقافة والفنون في محافظة حلبجة محمد فتاح، حول هذا الموضوع في حديث لوكالة شفق نيوز ان المناهج الدراسية الاساسية تحتوي على تعليم وتدريس لهجتين هما السورانية والبادينية، ولا ضير ان تدرس اللهجة الهورامية ايضا.
وشدد على موافقته على هذا الطرح بالقول "انا مع هذا الطرح المهم بان تكون اللهجة الهورامية بالكتب الاساسية ولجميع الطلبة في اقليم كوردستان وليس في مناطق معينة فقط، لانها جزء من تاريخنا الكوردي الاصيل ويعبر عن مكونات اجيال كانت ولا زالت تمنح الثقافة والفن في المجتمع الكوردي".
وبشأن موضوع توحيد اللغة الكوردية لتكون واحدة ورسمية يقول فتاح "اعتقد ان موضوع توحيد اللغة الكوردية صعب ان ينجز بسبب تنوع اللهجات ولا اعتقد انه سيحظى بالنجاح".
من جهته، قال رئيس اتحاد الكتاب الكورد في السليمانية الدكتور شيركو عبدالله في حديث لوكالة شفق نيوز إن "اللغة القومية برمتها تقررها اكاديميات مختصة، ومن الناحية الفكرية والديمقراطية نرى بأن من حق الاخوة الهورمانيين ان يتعلموا لهجتهم في مناطقهم ويحق للمواطن العادي ان يتعلم نسبة من اللهجة الهورامية".
وأضاف ان "بيان اذار اتاح تعليم اللغة الكوردية حتى في المناطق العربية، لكن هذا الموضوع يجب ان يكون مدروسا لان هناك فوضى في المناهج الدراسية وحتى في الصحف باللغة الكوردية ايضا".
وعن توحيد اللغة يقول عبدالله ان اللغة "الكوردية اصلا مهددة بسبب اللغات الاخرى في الاقليم، ويجب ان يكون هناك توحيد الجهود في توحيد اللغة الكوردية في شكل يضمن كل اللهجات".
واشار سكرتير نقيب المعلمين في إقليم كوردستان عطا محمد في حديث لوكالة شفق نيوز إلى ان "هناك لهجتين هما السورانية والباديانية في المدارس من حيث الكتابة والقراءة، ومن الافضل دراسة هذا الاقتراح وأن يطبق في بعض المدراس وبعض المراحل المهمة، واعتقد انه اقتراح جيد ويجب ان يتم دراسة هذا الموضوع مع وزراة التربية واقراره".
ورحب احد اهالي منطقة هورمان وهو كيوان هورامي بالمقترح وقال لوكالة شفق نيوز ان "هذا الاقتراح جاء متأخرا، وكان يجب ان تكون اللهجة الهورامية هي الاولى على مستوى اللغات الكوردية لانها اكثر غنى من بقية اللهجات الكوردية الاخرى"، معربا عن سعادته بان "يكون المقترح على طاولة المناقشة والبحث، فالاجيال تبني اوطانها باللغة وفلكلورها الاصيل".
ومن خلال رصدنا لما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي التي تدور حول الموضوع، فقد أشرنا انقساما بين الاوساط الاكاديمية ما بين مستغرب لطرح مثل هذا المقترح وتوقيته وربطه باهداف سياسية وانتخابية وحزبية ومناطقية وبين من عد المسألة امرأ طبيعيا وحقا مكتسبا لاهالي المنطقة، وبين من رفض الموضوع رفضا قاطعا كونه يساهم في تفتيت وتشتت اللغة الكوردية اكثر مما هي تمر به من عدم وجود لغة موحدة رسمية تتبناها المؤسسات الرسمية في الاقليم.
وهناك من ذهب الى اكثر من ذلك معتبرا بأن هذا المقترح تنفيذا لاجندة اقليمية لاتريد باللغة الكوردية خيرا.
واهدأ الاراء هي التي طالبت بمناقشة الموضوع في جو علمي اكاديمي محض لا تتدخل فيه الاهواء الشخصية والمناطقية وغيرها حتى يتم التمكن من مناقشة الموضوع من جميع جوانبه والتوصل لنتيجة تصب في صالح اللغة الكوردية بصورة عامة ولاتسبب اي احباط للجهات التي رحبت بالفكرة.
تعددت الاراء وتبقى المسألة في اطوارها الاولى ويبقى الرأي الاول والاخير للجانب التشريعي والتنفيذي الرسمي لتأكيد او رفض او تأجيل الموضوع في الظروف الحالية على الاقل.