شفق نيوز/ حذرت أوساط شعبية ورسمية، يوم الأحد، من تحول بلدة كوردستانية واقعة بين قضائي كفري وطوزخورماتو الى معاقل وبؤر لتنظيم "داعش" بسبب الفراغات الامنية.
وقال برزان ساري، وهو أحد سكان ناحية "نوجول" الواقعة بين القضائي، والتي تضم 46 قرية، لوكالة شفق نيوز، إن "نوجول ستتحول قريبا الى منطقة مهجورة وخالية من السكان ما يسبب فراغات أمنية بين قوات الجيش والحشد من اطراف قضاء طوزخورماتو شرقي صلاح الدين وقوات البيشمركة ضمن حدود قضاء كفري".
واشار ساري الى ان "أبرز مشاكل ناحية نوجول هي الانقسام الإداري بين طوزخورماتو وقضاء كفري في وحدة كرميان ما يجعل الأهالي وسط متاعب مريرة لانجاز المعاملات الرسمية وانعكاساتها على الواقع المعيشي بعد فقدان جميع مقوماته".
وعزا ساري أسباب الهجرة السكانية من الناحية إلى "خدمية ومعيشية ومخاوف امنية اضافة الى التنقل بين كفري وطوزخورماتو"، وذلك نتيجة نشاط مفارز متخفية لداعش تتربص عمليات الخطف والقتل العشوائي.
وحذر ساري، من فراغات امنية متوقعة في حال خلو الناحية من السكان لا يمكن معالجتها وتغطيتها من قبل قوات البيشمركة او قوات الجيش والحشد باعتبارها خطوط تماس محرمة بين الطرفين.
بدوره أقر مدير ناحية نوجول وهاب احمد، في حديثه لوكالة شفق نيوز، بأن الناحية على خط التماس بين الاقليم وبغداد وفي حال أصبحت خالية سينشأ فراغاً أمنياً يشكل تهديداً على النواحي المحيطة بها.
وأشار أيضا الى "شح المياه والأمطار وانهيار الواقع الزراعي"، مستدركا أن "تهديدات الجماعات الارهابية عطلت بشكل كبير الواقع الزراعي في عموم قرى الناحية".
ولفت احمد الى "مصاعب كبيرة تواجه المزارعين لإحياء القطاع الزراعي وابرزها الضوابط الروتينية المرهقة لاستحصال موافقات حفر ابار اروائية ما يستغرق نحو 6 اشهر لانجاز المعاملات الرسمية الخاصة بالآبار".
وكشف عن خلو الناحية من اي موظف الى جانب نقل دوائر أساسية خارج الناحية لعدم جدواها أو دواع وجودها.
فيما قلل أمر اللواء 731 في البيشمركة -المحور الثاني، العميد جمال واراني من تحول نوجول الى معاقل لداعش وقال، إن "البيشمركة تسيطر على جميع محيط الناحية واطرافها".
وقال واراني لوكالة شفق نيوز، إن "اللواء 16- الفوج الثالث في البيشمركة يتواجد في ناحية نوجول ولا مخاوف من اي تسللات او تنقل لعناصر داعش الارهابية نحو مناطق الناحية".
وعدّ واراني تحول الناحية الى بؤر واوكار لداعش امرا مستبعدا امنيا خاصة في الفترات القادمة التي تشهد انطلاق عمليات التنسيق العسكري والميداني المشترك بين وزارتي الدفاع والبيشمركة.
وافاد مدير ناحية نوجول وهاب احمد في وقت سابق لوكالة شفق, بان "80% من سكان نوجول نزحوا الى كفري وكلار ومدن كوردستانية أخرى بحثا عن التكيف المعيشي أو ارتباطاتهم الوظيفية بمناطق اخرى"، مشيرا الى ان "عدد سكان الناحية لا يتجاوز 2500 نسمة".
ونوجول (بالكوردية: نەوجول) هي ناحية من نواحي قضاء كفري، ضمن إدارة كرميان تعتبر الناحية من المناطق المتنازع عليها بين حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان.
استحدثت في عهد الرئيس العراقي الاسبق أحمد حسن البكر في عام 1972، وكانت ناحية تابعة لمحافظة كركوك فيما ضمها نظام صدام حسين في التسعينيات لقضاء كفري. وتضم ناحية نوجول 46 قرية، أخليت 6 منها كلياً من ساكنيها منذ سنوات بسبب تهديدات تنظيم داعش للقرى الأخرى التي يخضع قسم منها لسلطة قوات الحشد الشعبي والقسم الآخر لسلطة القوات التابعة لحكومة اقليم كوردستان، فقد رحل سكانها بنسب متفاوتة.