شفق نيوز/ هنا في السليمانية وهناك في أربيل وحتى في دهوك وكركوك ستجد عاملاً مشتركاً بين الكورد في شهر رمضان رجالاً ونساءً، ألا وهي "المسبحة" وهي مجموعة خرزات مضمومة بعضها البعض بخيط رفيع ينتهي طرفيه إلى تاج من الخيوط الملونة القصيرة.
ويشتهر سكان اقليم كوردستان وبالاخص المسلمين منهم باقتناء المسبحات كعرف ديني أو مكملا للازياء الفلكلورية، وتحوز مسبحة "القزوان" على الشهرة الأوسع، وهي مصنوعة من الحبة الخضراء التي تنتشر أشجارها على سفوح الجبال بصورة طبيعية.
وفي شهر رمضان، يسجل إقبال كبير على السبح، الأمر الذي يدفع باعة المسبح التواجد بالقرب من أماكن العبادة، خصوصا الجوامع وتحديداً الجامع الكبير الذي يتوسط السليمانية.
وحين تقترب من الجامع الكبير، تقع عينيك على تجمع بشري قرب سور الجامع، حيث يفترش أشخاص الأرض وآخرون يفضلون الوقوف، ليبيع المسبحات بأنواعها المختلفة.
والمسبحة، موروث إسلامي قديم كانت وما زالت، لها مكانة مهمّة في العبادة، ولم تسقطه أجيال اليوم من حساباتها، ويكاد لا يخلو بيت من المسبحة في أي من مناطق السليمانية والتي عادة ما تستخدم مع العبادات.
يشار إلى أن عدد حبات المسبحة المتعارف عليه في العراق والدول الاسلامية الاخرى هو ان تتكون من 101 حبة، وبعضها من 33 حبة، إلا أن المسبحة الكوردية تتميز بعدد كبير من الحبات تصل إلى 1000 حبة.
أبو علي، تحدث لوكالة شفق نيوز، عن المسبحة بالقول: إنها تكتسب في رمضان أهمية كبرى، لأن العبادات والأذكار تكثر في هذا الشهر، بالتالي يعمد العاملون في هذا المجال إلى توفير أنواع عديدة منها.
وأكد أبو علي، أن "الإقبال على السبح يزداد في خلال هذا الشهر بصورة ملحوظة"، لافتاً إلى أن السبحة ليست مجرد إكسسوار يحمل في اليد، إنما هي في الأساس وسيلة للذكر والدعاء والتسبيح".
أما جعفر، وهو أحد باعة السبح الكوردية الشعبية في سوق السليمانية، قال للوكالة، إن "عمل هذه السبح بسيط جداً ولكنها مرغوبة أكثر من السبح المستوردة، والسبب يعود لكونها خفيفة الوزن وسهلة الحركة ويكثر عدد حباتها إلى 250 حبة و110 حبات و 99 حبة".
ورأى جعفر، أن "سعر السبحة يتراوح ما بين الألف إلى 100 ألف دينار، وهي النوعية المسماة بـ(القزوان)، ورغم وجود سبح مستوردة يتراوح سعرها من 500 دينار إلى 5000 آلاف دينار وهي من البلاستيك، إلا أن الإقبال على (القزوان) أكثر.
وأشار إلى أن "أكثر الأيام التي تباع فيها السبح هي أيام شهر رمضان".
وهناك أنواع واختلاف في عدد حبات السبح، وأشهرها 33 حبة و 45 حبة و 66 حبة و 99 حبة، وأشكالها تتنوع ما بين الشكل البيضاوي وهو الشكل الشائع وقد يضم في دفتيه أشكالاً أخرى، ومنها الكروي المتكامل، الشكل البندقي، الشكل الأسطواني، الشكل الحمصي أو شكل حبات الذره، إضافة إلى الشكل اليوناني المسطح (اللوزي)، الشكل المضلع.
وعن الأنواع الأخرى من المسبحات، أوضح جعفر، أن "أشهر أنواع الخامات الطبيعية للسبح هي سبحة (اليسر، الكوك، الفيروز، المرجان، العقيق، العاج، العظم، اللؤلؤ، والكهرمان)، ومن أشهر السبع المتداولة بين عامة الناس هي سبح (اليسر والكوك والكهرمان) فهي أحجار تكونت منذ ملايين السنين.
وبشأن ما يتوفر من هذه الأحجار في محل جعفر، فأشار إلى أن "ما في محله من سبح لا يتعدى سعرها أكثر من 3000 آلاف دينار، وهذا ما يمكن التعامل به في السوق والزبائن، لكن هنالك أنواعا تصل أسعارها إلى قرابة 10 ملايين دينار.