شفق نيوز/ "عيدٌ و بأي حالٍ عدت يا عيدُ".. هكذا يردد عمال السليمانية عند سؤالهم بمناسبة حلول عيد العمال العالمي والذي يصادف في الأول من أيار.
ويدخل عمال السليمانية عيدهم الحادي والثلاثين منذ انتفاضة آذار عام 1991 متشحين بالسواد على ما آلت اليه أحوالهم المعاشية بسبب التجاهل لظروفهم الاقتصادية القاسية واستغلالهم من أصحاب رؤوس الأموال والقطاع الخاص.
الرواتب أول التحديات
احمد يوسف عامل نظافة يعمل مع احدى الشركات الخاصة يقول لوكالة شفق نيوز إن "حاله وحال اقرانه سيء لأسباب كثيرة تقف في مقدمتها ازمة الرواتب وعدم تسلمه راتبه منذ شهرين، التي انعكست على واقعه المعيشي".
ويؤكد انه "واقرانه يعانون خلال عملهم كونهم لا يمتلكون أي قوة تقف أمام تمدد ارباب العمل على حقوقهم كما وانهم لا يمتلكون مؤهلات السلامة العامة ولا حتى الحقوق التقاعدية".
ويضيف أحمد أن "وجودهم في أي عمل مهدد بالانتهاء في أي لحظة لعدم وجود جهة تحاسب أرباب العمل إذا ما قرروا إبعاد أي موظف عن العمل , وهذا يعود الى توقف الكثير من القوانين عن العمل".
غياب شروط السلامة
وبالرغم من تأكيد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة إقليم كوردستان علي برنامجها لمراقبة شروط السلامة في مواقع العمل وتوفير أجواء ملائمة وصحية للعمال إلا أن إحصائيات النقابات العمالية مازالت تشير إلى ارتفاع حالات الوفيات و الإصابات بين صفوف هذه الطبقة الكادحة نتيجة لعدم توفر شروط السلامة في مواقع العمل في وقت انتقدت نقابة العمال في السليمانية افتقار المحافظة الى قوانين سلامة العاملين.
وفيات وإصابات في صفوف العمال
وبهذا الصدد يقول جالاك رؤوف رئيس فرع نقابة عمال كوردستان في السليمانية لوكالة شفق نيوز بمناسبة الذكرى السنوية لعيد العمال العالمي "خلال الأشهر الخمسة الماضية توفي 6 عمال في المحافظة وأُصيب 20 آخرون بسبب عدم توفر وسائل السلامة العامة في أماكن العمل وهذا ما يعرض حياة العمال للمخاطر المستمرة".
وعن أجور العمل وتحكم أرباب العمل بمصير العمال يؤكد جالاك ان "الأجور التي تدفع للعمال في عموم مناطق كوردستان قليلة ولا تتناسب واحتياجات العمال اليومية، وكذلك لا تتناسب والجهد المبذول من قبلهم اثناء العمل، كما وتوجد هيمنة واضحة على مقدرات العمال من قبل أصحاب العمل بسبب عدم تفعيل القوانين الخاصة بحماية العمال وكذلك منافسة العمالة الاجنبية للعمالة المحلية".
الأجور وغلاء الأسعار
ويشير عثمان زنداني عضو نقابة عمال كوردستان في السليمانية في حديثه لوكالة شفق نيوز الى ان "الاجور التي يستوفيها العمال قليلة جدا ولا تتناسب مع غلاء الأسعار المستمر, وكذلك هي لا تأتي بوقتها المحدد فهنالك الآلاف من العمال لم يتقاضوا رواتبهم لشهر اذار المنصرم خصوصا وأنهم مقبلون على عيد الفطر الذي يتطلب احتياجات وأموالا خاصة للاحتفاء بطقوس العيد".
تفعيل القوانين
وطالب عثمان حكومة الاقليم بتفعيل قانون رقم 71 لعام 1987 الذي أقره العراق وقبل به إقليم كوردستان، الذي ينص على جميع أصحاب العمل دفع رواتب العمال إذا لم يستطع العمال العمل لظروف تتعلق بكوارث طبيعية. بالإضافة إلى ذلك القانون، هناك قانون صادر عن برلمان كوردستان المرقم 39 سنة 2015 والذي يفرض فيه على الجهة المعنية بالعمل على دفع التأمينات للعمال في حالات الوفاة، أو أي حالة أخرى لا يستطيع فيها العامل أو الموظف من العمل، لكن هذا القانون لم يدخل حيز التنفيذ لغاية الآن.
ويقول عثمان إن "هذا القانون يتعرض إلى انتهاك أصحاب العمل في إقليم كوردستان، ولا تحرك الحكومة ساكناً تجاه هذه الانتهاكات".
تكريم للعمال
وقال مراسل وكالة شفق نيوز إن نقابة العمال في كرميان قامت بتكريم عدد من العمال والكادحين في كرميان بمناسبة الذكرى السنوية لعيدهم العالمي تثمينا لجهودهم خصوصا الذين يعانون من مشكلات اقتصادية وهم مقبلون على عيد الفطر.
ويوافق اليوم 1 أيار، اليوم العالمي للعمال، وهي مناسبة يحتفل بها عمال العالم، ويطالبون من خلالها بحقوقهم. وفي إقليم كوردستان يبدو وضع العمال ليس جيداً، خصوصاً العام الحالي، حيث أدت ظروف عدة إلى حصول انتهاكات كبيرة لحقوق العمال، بحسب مراقبين.
وبدأت قصة عيد العمال العالمي من استراليا، حيث بدأ العمال بالخروج في تظاهرات يوم 21 نيسان سنة 1856 للمطالبة بتحديد 8 ساعات في اليوم للعمل، وتوالت بعدها التظاهرات في كل عام من ذلك اليوم من أجل تحقيق مطلبهم هذا.
وفي يوم 1 أيار من سنة 1886 أعلن أكثر من 340 ألف أمريكي ترك العمل والبدء بالإضراب، وتعرضت احتجاجات العمال إلى هجوم قوات الشرطة يوم 4 أيار في مدينة هايماركت، مما أدى إلى فقدان العديد من العمال لحياتهم.
وفي سنة 1889 عقد مؤتمر العمال العالمي، وحضر في هذا المؤتمر 400 مندوباً، وصدر قرار بتحديد 8 ساعات في اليوم للعمل.
ووافق المؤتمر على مقترح ممثل عمال مدينة بوردو الفرنسية لافيغنه بتحديد يوم 1 أيار كيوم عالمي للعمال، وبدأ الاحتفال بهذا اليوم منذ سنة 1890 وحتى يومنا هذا.
وأصبح هذا اليوم جزءاً من ثقافة جميع بلدان العالم.