شفق نيوز/ في أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية والتآخي، أقامت التكية القادرية الكسنزانية في مدينة السليمانية، اليوم الخميس، مراسم إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور أكثر من 15 ألف مواطن من أتباع الطريقة القادرية ومن مختلف القوميات والمذاهب والطوائف.
وشهدت المراسيم حضورًا لافتًا لشخصيات سياسية ودينية بارزة، إضافة إلى ضيوف من خارج السليمانية، ليصبح هذا الحدث الديني السنوي واحدًا من أهم الفعاليات الروحية في المدينة.
وفي تصريح خاص لوكالة شفق نيوز، أوضح المتحدث باسم المراسم ملا أحمد كلاري أن "الهدف من إقامة هذه المراسيم هو استذكار سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والاستفادة من الدروس المستمدة من مولده الشريف، التي تركز على قيم المحبة، التسامح، والعدل".
وأشار كلاري إلى أن المشاركة الواسعة من مختلف مكونات المجتمع تعكس روح الوحدة والتآخي التي يجسدها الإسلام ويحث عليها.
وافتتحت المراسم بقراءة آيات من القرآن الكريم، تلتها كلمات مؤثرة قدمها علماء وشيوخ من الطريقة القادرية الكسنزانية، تناولوا فيها فضائل النبي محمد، ومعاني مولده في تاريخ الأمة الإسلامية.
وأكد الخطباء على أهمية التأمل في سيرة النبي واستلهام العبر من حياته في مواجهة التحديات الراهنة التي يواجهها المسلمون.
كما شملت الفعالية تقديم قصائد وأشعار دينية تمدح النبي الكريم وتستعرض مواقفه وسيرته النبوية.
واختتمت المراسيم بأجواء احتفالية مميزة تخللها تقديم مأدبة عشاء كبيرة لجميع الحاضرين، تعبيرًا عن حبهم وتقديرهم للرسول الأعظم، وتم توزيع الطعام على الحضور.
والتكية القادرية الكسنزانية في السليمانية، واحدة من أهم المراكز الدينية الصوفية في إقليم كوردستان والعراق، وتستمد مكانتها من الطريقة القادرية التي أسسها الشيخ عبد القادر الكيلاني في القرن الخامس الهجري، وهي إحدى الطرق الصوفية الشهيرة التي تنتشر في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وتقوم التكية القادرية بتقديم خدمات روحية واجتماعية للمجتمع، وتحرص على إقامة مثل هذه المراسيم الدينية الكبرى، حيث يعتبر المولد النبوي الشريف مناسبة دينية ذات أهمية خاصة لدى أتباع الطريقة الصوفية.