شفق نيوز/ اكد القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني الملا بختيار، يوم الخميس، انه منذ الثامن تموز الماضي رفع الاتحاديون الغطاء عن كل ما كان مخبأً من السرقات والفساد والهزيمة السياسية للحزب والمراقبة غير القانونية للكوادر واجهزة الاتحاد، وعدم امتلاك بعض القادة والمسؤولين للاهلية، واستعمال القوة لتنفيذ قرارات المكتب السياسي، ودحرجة رئيس مشارك من اعلى القمة الى اسفل القاع.
وكتب الملا بختيار مقالة بعنوان "امام الاتحاد الوطني الكوردستاني وقت قليل، يجب ان يمارس النقد الذاتي" اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، "ان هذه السياسات الداخلية للاتحاد الوطني فرضت منذ الثامن من تموز الماضي من دون انعقاد ولو اجتماع واحد للقيادة، ومن أجل اظهار ان الاتحاد موحد اجتمعت القيادة بشأن عدد من الموضوعات الفرعية التي لا طائل من ورائها، من دون ان تتم معالجة اصغر مشكلة داخلية والصراعات الخارجية للاتحاد".
واضاف "ان تلك الشعارات البراقة التي رفعت باسم التجدد، ليست انها لم تجدد الاتحاد الوطني فحسب، بل تسببت بزرع يأس مطلق وانعدام ثقة مطلق وخروقات مطلقة للمبادئ الحزبية وارخاء الحبل للانتهازية والطفيلية المطلقة داخل الاتحاد الوطني وتحت ظل شعار التجدد. ولم يتم حل المشكلات القديمة الموجودة قبل انعقاد المؤتمر الرابع داخل وخارج الاتحاد الوطني والاطراف الاخرى فحسب، بل تم ايصال المشكلات الداخلية للاتحاد الى منعطف خطير، وتم اضعاف ما تبقى من تقدير وحب الاتحاد الوطني في قلوب الناس، وخصوصا داخل الاسواق وبين الموظفين وفي العلاقات الوطنية والدولية".
وتابع انه "بقي الان اقل من اسبوعين على الانتخابات وبعد الكشف عن جميع الجرائم والنهب التي قام بها الحزب بشكل رسمي؛ هل تعلم القيادة الحالية للاتحاد الوطني واللجنة العليا للانتخابات اي جرح عميق خلقوا في موقف الاتحاديين وناخبي الاتحاد الوطني؟".
واوضح ان "الجرح اعمق من ذلك الذي حصل بانفصال التغيير وتحت تأثير دعايات التغيير حصل الاتحاد على 18 مقعدا والتغيير حصد 25 مقعدا، والان لا التغيير يمارس الدعاية ضد الاتحاد ولا التحالف الديمقراطي التابع للدكتور برهم صالح يعادي الاتحاد الوطني".
وأفاد بان "الاتحاد الوطني اليوم يعادي نفسه داخليا، الاتحاد اليوم يمارس اوسع حملة عداء بين اعضائه لم يكن له مثيل على طول تاريخه، بالتوازي مع استمرار الحملة الانتخابية".
واشار الى انه "اذا كان البعض قد تأثر بالدعايات التي كان التغيير والتحالف يمارسانه ضد الاتحاد، ولكون ان الذي يفعله الاتحاد بنفسه لا تفعله الاعاصير بالخيمة المهترئة، لذلك فانه ليس قسما من الناس بل غالبيتهم سيصدقون الشعارات التي يطلقها الاتحاديون ضد بعضهم".
كما اشار الى انه "امام وضع خطير بهذا الشكل للاتحاد الوطني، لن تنفع الحملة الانتخابية والوعود الخضراء التي تقدم للناس، لان هذه ليست الانتخابات الاولى في العراق وكوردستان لكي يصدق الناس الشعارات، فقد تبين ان الشعارات السابقة كانت فقط من اجل حماية السلطة وحل مشكلات السلطة وفقا لحاجات الناس".
وعبر الملا بختيار عن اعتقاده بان "الايام القليلة الباقية قبل الانتخابات يجب ان تخصص للنقد الذاتي للخروقات وانتقاد عمليات الفساد ونقد عدم الالتزام بالمبادئ الحزبية ونقد عدم وجود سيادة القانون. ونقد تشرذم الاتحاد الوطني وعدم وجود قوة كوردستانية موحدة. نقد سياسات التأمر الداخلي في الاتحاد ونقد ترفيع درجات الاف الاعضاء الفرعيين ونقد عدم تنفيذ برنامج الاشتراكية الديمقراطية امام كادحي الفكر والايدي، وكذلك نقد معاداة الفكر الرجعي الرجولي تجاه النساء ونقد انتعاش ثقافة التراجع الاجتماعي بدلا من ترسيخ ثقافة المدنية".
واكد انه "على ثقة بانه اذا لم نمارس كل هذا النقد ولم يتم طمأنة الناس بشكل عملي بتنفيذ برنامج الاصلاح والتطهير وبناء العقل فانه مصيرا اسوأ بانتظار الاتحاد الوطني".
واختتم الملا بختيار مقالته بالرجاء من الجميع انه مادم الاتحاد اعترف بنفسه بانه ارتكب في السنوات السابقة اخطاء مليئة بالانحدار ، لذلك يتوجب معالجة تلك الاخطاء بالنقد الذاتي وقلعها من جذورها وليس بتغطيتها للتضليل، مؤكدا انه يقول كلامه هذا للتاريخ وان الجميع سيتواجه بعد اسبوعين وحينها ستتغير المواقف.