شفق نيوز/ رفض المجلس الوطني الكوردي المعارض، مقرحاً من قبل قائد قوات سوريا الديمقراطية- قسد- بلقاء أحزاب الوحدة الوطنية قبل تقديم الأخير "الاعتذار".
وقال مصدر مطلع لوكالة شفق نيوز، إن "قائد قسد مظلوم عبدي اقترح على المجلس الكوردي عقد لقاء مع وفد أحزاب الوحدة الوطنية الذي يترأسه القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل وطرح المجلس طلباته بشكل مباشر عليهم ولكن الأخير رفض أي لقاء قبل تقديم خليل الاعتذار والالتزام بالتفاهمات التي جرت بين الطرفين في المراحل السابقة".
ونوه إلى أن أحد قيادي المجلس الكوردي أوضح لقائد قسد "كيف يمكن لنا المضي قدماً في حوار يصفنا فيه الطرف الآخر بالمرتزقة والخونة!؟ اذ كنا حقاً كذلك فعلى ماذا نتفاوض!؟ عليهم الاعتذار".
وكشف مصدر مطلع الأربعاء الماضي لوكالة شفق نيوز عن تعثر استئناف المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية على خلفية التصريحات الأخيرة لقيادي بارز في حزب الاتحاد الديمقراطي وصف فيها قوات بيشمركة روجآفا بـ"المرتزقة."
وفجّر القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" آلدار خليل غضب الشارع الكوردي في سوريا على خلفية وصفه قوات بيشمركة روجآفا بـ"مرتزقة" تركيا منتصف الشهر الماضي في تصريحات له لصحيفة أوزكور بوليتيكا الصادرة في هولندا.
وآلدار خليل يشغل منصب عضو الهيئة الرئاسية المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يواجه اتهامات باحتكار السلطة وتضييق الخناق على بقية الأحزاب الكوردية في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا.
وقوات بيشمركة روجافا تتألف من الكورد السوريين ممن انشقوا عن جيش الحكومة السورية مع بدء الانتفاضة السورية العام 2011 واخرين التحقوا بهذه القوات طوعاً وتلقوا تدريبات عسكرية في إقليم كوردستان العراق ويعتبرون الجناح العسكري للمجلس الوطني الكوردي في سوريا.
وأوضح المصدر لوكالة شفق نيوز أن "المجلس الوطني الكوردي أخبر قائد قسد (مظلوم عبدي) أنه لا استئناف للمفاوضات بدون تقديم الاتحاد الديمقراطي اعتذاراً رسمياً عن الإساءة التي وجهها آلدار خليل لقوات البيشمركة".
وتأتي المرحلة الثالثة من المفاوضات الكوردية وسط حالة توتر متصاعدة بين الطرفين على خلفية اعتقال قوات أمنية تابعة للإدارة الذاتية لعدد من نشطاء وأعضاء المجلس الوطني الكوردي وتعرض العديد من مقرات المجلس الكوردي والأحزاب المنضوية تحت مظلته في كانون الأول الماضي لعمليات تخريب وحرق واطلاق رصاص من قبل مجموعة "الشبيبة الثورية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بحسب بيانات عديدة أصدرها المجلس الوطني الكوردي.
ودخل المجلس الوطني الكوردي المعارض في سوريا (يضم 16 حزبا) وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية (يضم 25 حزباً وحركة سياسية) في مفاوضات برعاية أمريكية في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، وبإشراف قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي مطلع نيسان/أبريل الماضي، بهدف توحيد صفوف الكورد في سوريا ومشاركة المجلس الكوردي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وخلال المراحل السابقة من المفاوضات، توصلّ الطرفان إلى اتفاق بشأن "الوثيقة السياسية" وإنشاء "مرجعية سياسية" بين الطرفين لتأسيس إدارة مشتركة في المنطقة.
وتوقفت المفاوضات بين قطبي الحركة السياسية الكوردية في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أشهر على خلفية غياب ممثلي الخارجية الأمريكية المشرفين على المفاوضات جراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتشكيل إدارة جديدة خلفا لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.