شفق نيوز / تشهد محطات الوقود منذ أسبوع ازدحاماً لتأمين الوقود وخاصة مادتي المازوت (الديزل) والبنزين في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا.
مراسل وكالة شفق نيوز، في القامشلي، أوضح أن محطات الوقود في المدينة تعاني من نقص في مادتي المازوت والبنزين بنوعيها المستورد من إقليم كوردستان والمكرر محليا.
وأضاف المراسل، أن عشرات السيارات وأصحاب الدراجات النارية يقفون في طوابير أمام المحطات التي يتوفر فيها المحروقات بكميات محدودة.
وبدأت الأزمة في شمال شرق سوريا بعد إلغاء الإدارة الذاتية نهاية الشهر الماضي، القرار 119 القاضي برفع أسعار المحروقات بنسبة تجاوزت 300% لبعض أنواع المحروقات في مناطقها وذلك بعد يومين من صدور القرار والذي لاقى رفضاً شعبيا وأشعل فتيل احتجاجات عمت عموم المنطقة.
حسن سلي، (سائق تكسي أجرة) من مدينة القامشلي، تحدث لوكالة شفق نيوز، أنه "توقف ليومين عن العمل جراء عدم توفر مادة البنزين السوبر وفي الأمس بعد الوقوف ساعة ونصف أمام محطة المحروقات تمكن من الحصول على عشرين لتر".
وتساءل سلي، عن سبب "عدم توفر المحروقات التي يتم تكريرها محليا في محطات الوقود، فيما تتوفر في السوق السوداء بأسعار مضاعفة؟ مؤكدا أن الأمر هو "الفساد لا شيء آخر"، بحسب وصفه.
وتبيع الإدارة الذاتية لتر البنزين السوبر (مكرر محليا) بسعر 210 ل.س فيما يباع اللتر في السوق السوداء بأكثر من 600 ل.س.
ويتهم مواطنون أصحاب محطات الوقوف ومتنفذين في الإدارة الذاتية بخلق أزمة المحروقات بغرض دفع الأهالي لشراء المحروقات من السوق السوداء بسعر مرتفع.
من جانبه، أشار أحد أصحاب محطات الوقود في مدينة القامشلي، لوكالة شفق نيوز، إلى أن "لا علم له عن سبب عدم توفر المحروقات"، مردفا بالقول "نحصل على وعود بتوفير الوقود قريبا، ولكن إلى الآن الأزمة مستمرة ومعظم المحطات بلا وقود".
من جهته، أشتكى آزاد رشو، (مواطن في مدينة القامشلي) من سوء نوعية البنزين الممتاز المستور من إقليم كوردستان العراق، والذي يباع اللتر الواحد في محطات الوقود بأكثر من 1900 ل.س (0.65 سنت تقريبا).
وقال رشو إن "البنزين المستورد من إقليم كوردستان حتى لو كان أسوء نوعية يجب أن يكون أفضل من الحالي"، مرجحا أن يكون هناك "تلاعبا من قبل الإدارة الذاتية أو محطات الوقود بنوعية البنزين التي تباع على أنها مستوردة وممتازة".
وتسيطر الإدارة الذاتية على أبرز حقول النفط والغاز وأكبرها في سوريا، وخلال سنوات الأزمة السورية، أنشأت الإدارة الذاتية مصافي بدائية وحراقات صغيرة محلية الصنع لتكرير النفط في بعض الآبار.
ويعتمد سكان المنطقة بشكل رئيسي على المحروقات المكررة محلياً، وتبيع الإدارة الذاتية النفط إلى الحكومة السورية وكميات عبر تجار إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في شمال حلب، وتصل أحياناً إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد وترسل كميات محدودة لإقليم كردستان العراق الذي تستورد منه أيضاً البنزين الممتاز.