شفق نيوز/ يُعد التزيّن بالذهب واحداً من أهم العادات والتقاليد الشعبية المتوارثة في عموم منطقة الشرق الأوسط التي لا بد من توافرها لإتمام عملية الزواج، فهو العمود الفقري لجهاز العروس.
وتأخذ العروس جزءًا كبيراً من مهرها لشراء المصوغات الذهبية ، التي تتزين بها ليلة زفافها وتتباهى بلبسها كلما طرق بابها أحد ليبارك ويقدم التهاني.
لكن مع تذبذب أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية، بات ينذر بضرورة التأني من شراء تلك المصوغات والاكتفاء بالأشياء الضرورية فقط، حيث تعدى سعر المثال الواحد قرابة 500 ألف دينار ، حسب نوعه وعياره أيضاً، فهل ارتفاع سعر الذهب وانخفاضه أصبح سببا بتأجيل زواج الكثير من الشباب؟.
تبدد الأحلام
تقول مريم علي وهي والدة لثلاثة أولاد هم على باب الزوج في حديثها لمراسل وكالة شفق نيوز، "في ظل الغلاء المعيشي الذي نشهده هذه الايام ، أخشى ألا أستطيع إتمام مراسم زواج ابني المنتظر خلال الشهر القادم، وأن يقتصر ارتباطه بشريكة حياته فقط على الخطوبة، ويتبدد حينها الحلم السعيد بالاستقرار وتكوين الأسرة".
وتضيف، "لذلك لا بد من حل جذري فأما أن يتخلى عن الخطوبة والزواج نهائياً، أو أن يتفاهم مع خطيبته وأهلها على إجراء الحفل بأقل الإمكانيات، خاصة في مجال شراء المصوغات الذهبية التي ستأكل أكثر من ثلثي المهر في ظل استمرار ارتفاع أسعارها وكذلك الخوف من انخفاضه المفاجئ".
أما كامران محمد، فقال في حديثه لمراسل وكالة شفق نيوز إنه "منذ الإعلان في الأسواق العالمية عن الارتفاع الملحوظ لأسعار الذهب بات محاصراً بالهموم والآلام، ويراوده هاجس عدم قدرته على إتمام مراسم عرسه".
ويضيف، أنه "موظف بسيط في أحد المؤسسات الحكومية ، وأنه مرتبط بجمعيات كثيرة لتجميع مهر عروسه".
ويوضح محمد، أنه "كان من المفروض إرسال جزء من المهر للعروس قبل شهر ، لكي تشتري الذهب الذي لا يستقيم عرساً إلا به وفقاً للعادات المعروفة".
ويتابع، "الآن في ظل استمرار الغلاء المعيشي وارتفاع أسعار الذهب، لا أستطيع إيفائها ببقية المهر، وهذا الأمر يؤرقني كثيراً، ولا أستطيع التفكير بإمكانية تأجيل العرس ، فقد تم تأجيله العام الماضي ، بفعل ظروفي المادية، وأخشى أن يتحول الزواج إلى حلم يصعب تحقيقه ، إن لم يكن هناك حل".
مواقف مختصين
فيما يؤكد دلير طاهر ممثل سوق الذهب في السليمانية لوكالة شفق نيوز، أن "ارتفاع وانخفاض سعر الذهب المفاجئ إثر وبصورة كبيرة على حركة السوق هنا في السليمانية كما هو الحال في باقي المدن".
وأضاف أنه "في بعض الأيام يشهد سعر الذهب ارتفاعاً يصل إلى نحو 1000 دولار للكيلو غرام الواحد واحيانا ينخفض سعره قرابة 2000 دولار وهذا تسبب بإيقاف حركة سوق الذهب بصورة شبه تامة".
ويروي دلير وضع الشباب المقبل على الزواج ويؤكد ان "اغلبهم لا يأتي للسوق بل يتصل بنا ويسأل عن سعر الذهب قبل المجيء بخطيبته للسوق لشراء مستلزمات المهر".
ويوضح دلير أن "متطلبات الذهب في مراسيم الزواج في السليمانية قد تكون مختلفة نوعا ما في عن باقي المناطق فهي لاتقل عن 20 مثقال لكن احيانا تصل إلى 10 مثاقيل والان نزلت الى 5 مثاقيل، فالبعض يأتي لشراء 5 مثاقيل ويجد أن المبلغ ث لشراء الذهب لا يكفيه فيضطر إلى أن يؤجل دفع الجزء المتبقي الى وقت آخر".
وبين ان "سعر الذهب الآن في الأسواق للمثقال من عيار 21 هو نحو 500 ألف دينار بدون أجور الصياغة، اما عيار 18 فيصل الى 430 الف دينار للمثقال الواحد".
ولفت الى ان أهالي السليمانية يرغبون أكثر بشراء الذهب من عيار 18 كون سعره اقل وكذلك فيه تصاميم عديدة وذلك لأن نسبة 95٪ من الذهب ذو عيار 18 يأتي الى السليمانية من إيران وهم يتفننون في تصاميم الحلي، مشيرا إلى أن "أسواق الإقليم تشتري الذهب من إيران ودبي وتركيا على الرغم من وجود العراقيل من وصول الذهب التركي بسبب الحظر الجوي لكن الأهالي يرغبون بشراء الذهب التركي كون نوعية الذهب والتصاميم التركية الان هي جديدة و منافسة".
حلٌ مؤقت
وللخروج من المأزق هذا يقول محمد علي لمراسل وكالة شفق نيوز، إنه "اقترح الاتفاق مع أهل عروسته، على مبلغ معين من المال لشراء الذهب بغض النظر عن الكمية، وذلك تحسباً لارتفاعات أخرى في أسعار الذهب، مضيفاً أنه "أثناء عقد القران أضاف في عقد الزواج بنداً ينص على إلزامه بشراء كمية إضافية من الذهب إذا انخفض سعره أو تحسنت أوضاعه الاقتصادية، وذلك إيفاء بحقوق زوجته عليه في المهر والتجهيز".