السليمانية- شفق نيوز
ارتدت مدينة السليمانية ومحيطها، لاسيما
المناطق المرتفعة وسفوح جبال أزمر، حلتها البيضاء مع تساقط الثلوج، في مشهد شتوي
أعاد للمدينة صورتها المعهودة كإحدى أبرز مدن العراق في استقبال فصل الشتاء، وسط
إقبال ملحوظ من العائلات والمواطنين والسياح القادمين من محافظات مختلفة للاستمتاع
بالأجواء الطبيعية.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، اكتست الطرق الجبلية
والمساحات المفتوحة بطبقات من الثلج، فيما تحولت سفوح أزمر والمناطق المرتفعة
المحيطة بالمدينة إلى وجهة للنزهات العائلية والتجمعات الشبابية، حيث رصد مراسل
وكالة شفق نيوز توافد عشرات العوائل لقضاء أوقات ترفيهية في أجواء وصفها كثيرون
بـ"الاستثنائية".
وقال المواطن سردار محمود من أهالي السليمانية،
لوكالة شفق نيوز، إن "تساقط الثلوج يمنح المدينة روحاً مختلفة، ويعيد للذاكرة
جمال الشتاء الحقيقي الذي تشتهر به السليمانية، خاصة في شهري كانون الأول وكانون
الثاني"، مشيراً إلى أن "هذه الأجواء تشجع العائلات على الخروج وقضاء
وقت مشترك بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية".
من جانبه، أوضح علي حسن، وهو زائر قدم من
محافظة بغداد، أن "السليمانية تبقى الخيار الأول لنا في فصل الشتاء"،
مضيفاً لوكالة شفق نيوز أن "مشهد الثلوج على جبال أزمر لا يتكرر في معظم مدن
العراق، والأجواء هنا مثالية للنزهة والتصوير والاستمتاع بالطبيعة".
وفي السياق ذاته، قالت زينب عبد الله، القادمة
من محافظة البصرة، لوكالة شفق نيوز، إن "زيارتها للسليمانية خلال تساقط
الثلوج كانت حلماً مؤجلاً"، مبينةً أن "الطقس البارد، والثلوج، والتنظيم
الطبيعي للمناطق الجبلية، تجعل من المدينة مكاناً مناسباً لقضاء عطلة شتوية مع
العائلة".
ولم تقتصر الآراء على الإشادة بالأجواء فقط، بل
دعا عدد من المواطنين إلى استثمار هذا الموسم سياحياً واقتصادياً، وقال المواطن
دلشاد رسول من السليمانية، في تصريح خاص لشفق نيوز، إن "الثلوج تمثل فرصة
حقيقية لتنشيط السياحة الشتوية"، مؤكداً أن "المحافظة بحاجة إلى مشاريع
سياحية شتوية، مثل منتجعات جبلية ومرافق خدمية، تضمن استمرارية الزخم السياحي
وتوفر واردات اقتصادية وفرص عمل".
وأضاف رسول أن "الاستفادة من موسم تساقط
الثلوج لا يجب أن تبقى ضمن إطار الزيارات الفردية، بل ينبغي أن تتحول إلى خطة
مدروسة تضع السليمانية على خارطة السياحة الشتوية في العراق".
بدوره، أشار محمد جبار، وهو سائح من محافظة
نينوى، لوكالة شفق نيوز، إلى أن "السليمانية تمتلك كل المقومات الطبيعية
لتكون عاصمة للسياحة الشتوية"، لافتاً إلى أن "تنظيم الطرق، وتوفير
الخدمات، والترويج الإعلامي، عوامل كفيلة بجذب أعداد أكبر من السياح خلال موسم
الشتاء".
وتُعرف السليمانية تاريخياً بأنها من أكثر مدن
إقليم كوردستان والعراق تساقطاً للثلوج خلال فصل الشتاء، ولا سيما في شهري كانون
الأول وكانون الثاني، حيث تتحول المرتفعات الجبلية إلى لوحات طبيعية بيضاء تجذب
الزوار من داخل المحافظة وخارجها، في وقت يرى فيه مختصون أن الاستثمار السياحي
الشتوي ما يزال دون مستوى الإمكانات المتاحة.