شفق نيوز/ أقامت مدينة السليمانية، اليوم السبت، احتفالاً رسميًا بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس مكتبتها العامة، بحضور وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان، حمه سعيد، ومحافظ السليمانية، هفال أبو بكر، إلى جانب مجموعة من الشخصيات الثقافية والأدبية والإعلامية البارزة.
وقال مدير مكتبة السليمانية العامة آلان رؤوف، لوكالة شفق نيوز، إن "الاحتفال هذا اليوم يأتي لتسليط الضوء على الإرث الثقافي العريق الذي تمثله المكتبة على مدار العقود الثمانية الماضية"، مشيرًا إلى أن "المراسم تضمنت تكريم عدد من المديرين السابقين الذين قادوا هذه المؤسسة الثقافية وساهموا في تطويرها".
وأوضح، أن "المكتبة العامة في السليمانية ليست مجرد مكتبة تقليدية، بل تعتبر منارة للثقافة والمعرفة في إقليم كوردستان والمنطقة، حيث ساهمت في تعزيز الحركة الثقافية والفكرية وتوفير مصادر المعرفة للأجيال المتعاقبة من الطلبة والأكاديميين والباحثين".
وفي كلمات ألقاها المسؤولون خلال الاحتفال، أكدوا على أن المكتبة العامة في السليمانية تعد واحدة من أبرز المعالم الثقافية والحضارية في المنطقة، حيث وصفها وزير الثقافة بأنها "رمزٌ ثقافيٌ يحمل ذاكرة المكان والإنسان"، فيما أشار محافظ السليمانية إلى أن "المكتبة أدت دورًا أساسيًا في نشر الوعي والتنوير منذ تأسيسها، وتستمر حتى اليوم في تأدية دورها الحيوي".
وشملت الفعاليات تكريم مديري المكتبة السابقين الذين أشرفوا على إدارتها خلال مراحل مختلفة، تقديرًا لجهودهم في دعم مسيرتها الثقافية وتعزيز خدماتها للقرّاء والباحثين.
وتنوعت فعاليات الاحتفال بين كلمات تعبر عن أهمية المكتبة ودورها التاريخي، وعروض توثق تطورها عبر العقود.
وتأسست مكتبة السليمانية العامة عام 1944 كواحدة من أولى المكتبات في إقليم كوردستان، وكانت تهدف منذ نشأتها إلى نشر الثقافة والمعرفة بين أوساط المجتمع المحلي.
وقد احتوت المكتبة في بداياتها على مجموعة محدودة من الكتب، لكنها توسعت على مر السنوات لتضم اليوم آلاف الكتب والمخطوطات القيمة في مجالات مختلفة من المعرفة.
ساهمت المكتبة في دعم الحراك الثقافي والفكري في السليمانية، حيث أصبحت وجهة رئيسية للطلاب والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي. كما أنها شهدت تطويرًا مستمرًا في خدماتها، بما في ذلك إدخال التقنيات الحديثة وافتتاح أقسام متخصصة لدعم البحث العلمي والفكري.
ويعتبر هذا الاحتفاء بالذكرى الثمانين محطة هامة لتقدير الإرث الذي تركته المكتبة في المجتمع الكوردي، وتجديد الالتزام بدورها كمركز ثقافي فاعل يعزز من التطور الفكري في الإقليم.