شفق نيوز- أربيل
أصدر الكاتب الكوردي أريان فرج كتابين جديدين يسلطان الضوء على الرؤية السياسية والفكرية لرئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، تحت عنوان "الرئيس في الصورة الكبرى" و"العراق الممكن".
ويقدّم المؤلف في هذين العملين قراءة تحليلية لما وصفه بـ"النهج المسؤول والعقلاني" الذي يتبناه بارزاني في قيادة إقليم كوردستان وتعاطيه مع ملفات العراق والمنطقة.
وقال فرج لوكالة شفق نيوز: "كتبتُ هذين الكتابين بعيداً عن المدح والإطراء، وانطلاقًا من قناعة بأن شخصية الرئيس نيجيرفان بارزاني تستحق قراءة أعمق، لا بوصفه رئيسًا لإقليم كوردستان فحسب، بل كأحد القادة القلائل الذين يتعاملون مع تعقيدات العراق والمنطقة برؤية مسؤولة وعقلانية، ترى الأمور من زاوية المصلحة الوطنية الجامعة، لا من خلال الأطر الحزبية أو الإثنية الضيقة."
وأشار إلى أن كتاب "الرئيس في الصورة الكبرى" يتناول ملامح الرؤية السياسية للرئيس نيجيرفان بارزاني، مركّزًا على مفاهيم المصالحة والتسامح، ونبذ التطرف، والسعي نحو الأمن الجماعي في الإقليم والمنطقة. أما كتاب "العراق الممكن", الصادر باللغة العربية، فيناقش التحديات البنيوية التي تواجه العراق الجديد، ويقترح رؤى للحل عبر تبنّي الفيدرالية والشراكة الوطنية، كما يدعو إلى تجاوز إرث المركزية والطائفية لبناء دولة مدنية حديثة.
وعن اختياره الكتابة بلغتين، قال فرج إن الرسالة موجهة إلى جمهورين مختلفين: القارئ الكوردي الذي يعرف شخصية الرئيس من قرب، والعربي الذي يحتاج إلى مقاربة مبسطة تكشف عن أبعاد هذه الشخصية ورؤاها التي لم تحظَ بعد بالتحليل الكافي.
وحول دوافع اختياره الرئيس نيجيرفان بارزاني موضوعًا لمؤلفاته، أكد أن شخصية بارزاني تمثل نموذجًا نادرًا في المشهد العراقي، لكونه رجل دولة يوازن بين المكونات، ويدعو إلى شراكة طوعية متكافئة، ويتبنى نهجًا عمليًا لبناء عراق مستقر.
وأوضح أن كتاب "الرئيس في الصورة الكبرى" يركّز على أبرز سمات رؤية الرئيس السياسية، وأبرزها السعي لإيجاد أرضية تفاهم بين مكونات كوردستان، وتحقيق تناغم بين الإقليم وبغداد، إلى جانب التأسيس لعلاقات متوازنة مع دول الجوار، انطلاقًا من تفهم المخاوف الأمنية والمصالح المشتركة.
أما في كتاب "العراق الممكن"، فيبرز دور بارزاني كرجل توازن في لحظة عراقية مأزومة، يقدّم تصورًا قائمًا على تجاوز الانقسام الطائفي، واحترام النظام الفيدرالي كإطار لإدارة التنوع وضمان الشراكة، بعيدًا عن التوجهات المركزية التي تسعى إلى إعادة إنتاج الدولة على أسس استئثارية.
وختم فرج بالقول إن هذين المؤلفين محاولة لتقديم قراءة مبسّطة للرؤية السياسية لنيجيرفان بارزاني، بما يتيح للقارئ العربي، وسط زخم الأحداث وتسارع المعارف، فرصة لفهم نموذج سياسي يسعى إلى بناء عراق مستقر، تعددي، ومتصالح مع ذاته ومع محيطه.
