شفق نيوز/ طالبت شبكة المنظمات المهتمة بالابادة الجماعية في كوردستان، يوم الخميس، الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بتعويض ومساعدة ضحايا القصف الكيماوي الذي تعرضت له مدينة حلبجة على يد النظام البعثي السابق عام 1988.
وقال جزا احمد ممثل الشبكة خلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، "إننا ونحن ننتظر حلول الذكرى الـ36 لفاجعة حلبجة الأليمة نؤكد أنها من أبشع الجرائم التي هزت الإنسانية وراح ضحيتها خمسة آلاف مواطن بريء".
وأضاف أن "القصف الكيمياوي لمدينة حلبجة هو ليس جريمة تجاه الشعب الكوردي فحسب، بل هي أفظع الجرائم البشرية التي عهدتها الإنسانية لذا على الإنسانية جمعاء أن تنظر إلى ذكرى هذه الفاجعة بروح المسؤولية والإنسانية"، مؤكدا أن "هذه الجريمة الكبرى لا تزال جرحاً غائراً في تاريخ شعب كوردستان وصورة من صور الظلم والاضطهاد تجاه أمتنا، ويبقى في ذاكرتنا الى الابد".
وطالب ممثل الشبكة، الحكومة الاتحادية العراقية بالاعتذار الرسمي لضحايا القصف الكيماوي بالخصوص وضحايا الابادات الجماعية عموما، وضرورة تعويض ضحايا القصف الكيماوي، وزيادة المخصصات المالية لضحايا القصف الكيماوي واعلان رواتبهم، ومحاسبة الأشخاص والشركات التي قامت ببيع الأسلحة للنظام المقبور ومحاكمة المشاركين بتلك الجريمة وجميع الابادات التي تعرض لها الشعب الكوردي".
كما طالب، حكومة الإقليم بالاستجابة لمطالب أهالي مدينة حلبجة ومعالجة الضحايا وتوفير الدواء المستمر لهم وتوفير البدل المالي لعلاجهم وتوفير متطلبات العلاج والحفاظ على كرامة ضحايا القصف الكيماوي من خلال توفير السكن اللائق لهم ومستلزمات العيش الكريم وإعادة رفاة المؤنفلين بأسرع وقت ممكن".
ويصادف بعد غد السبت، 16 آذار، الذكرى السنوية الـ36 لقصف حلبجة بالأسلحة الكيميائية من قبل نظام صدام حسين وتحديداً في عام 1988 والتي راح ضحيتها أكثر من 5500 عراقي بالإضافة الى العديد من الإصابات البالغة والتشوهات الخلقية مع انتشار خطير لأمراض السرطان.
واصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا في 17 كانون الثاني 2010 أحكامها النهائية بحق المدانين في قضية فاجعة قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية.
وتشير التقارير الدولية إلى أن قصف حلبجة كان ضمن سلسلة جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام صدام البعثي في جنوب كوردستان، حيث شن النظام البعثي هجمات عنيفة ضد الكورد الفيليين، وقتل العشرات وشردوا الآلاف منهم، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وفي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، دفن النظام البعثي 8 آلاف بارزاني حياً اثناء عملية الانفال، كما تم نقل أكثر من 182 ألف مدني إلى صحاري جنوب العراق وتم قتلهم بوحشية في عملية استمرت قرابة 4 سنوات عُرفت باسم عملية الأنفال وتم تدمير أكثر من 4 آلاف قرية في كوردستان.
وتقع حلبجة التي يقطنها 50 ألف نسمة على بعد 15 كيلومترا من الحدود الإيرانية وهي تتبع محافظة السليمانية في إقليم كوردستان العراق وتقع على بعد 83 جنوب شرق مدينة السليمانية و350 كم شمال شرق بغداد وتحيط بها عدة مرتفعات جبلية، يُشرف عليها جبل (هه ورامان) الذي يفصلها عن إيران وهو ذو قمة بلورية ناصعة البياض مغطاة بالثلوج في فصول السنة الأربع.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في الثالث عشر من آذار 2023، موافقة المجلس على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة، وتحويله الى مجلس النواب للتصويت عليه، إلا ان البرلمان لم يصوت على المشروع حتى الآن.