شفق نيوز/ شهدت الإقبال على اقتناء الكتب الورقية والقراءة تراجعاً واضحاً بسبب التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، حتى بات الهاتف رفقياً لا يفارق أيدي الصغار والكبار من مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية.
ولا شك أن هذا الواقع الجديد ترك آثاره على كثير من مناحي حياتنا اليومية، وباتت هذه الوسائل الحديثة تهدد عادات كانت راسخة في حياة كثيرين، مثل قراءة الكتب والجرائد الورقية.
وبهذا الصدد تكشف إدارة المكتبة العامة في إدارة كرميان، لوكالة شفق نيوز، عن إحصائيات نشاطاتها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
13 ألف زائر للمكتبات
تقول نائبة مدير المكتبة العامة في گرميان، شيرين محمود، لوكالة شفق نيوز، إنه "خلال السنوات الثلاث الماضية فقط تم تنظيم 73 نشاطاً مختلفاً كالندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية والنشاطات الفنية".
وأضافت "خلال تلك الفترة زار 12 ألفاً و956 مواطناً المكتبات العامة في گرميان والتي يوجد فيها 12 ألف كتاب بعناوين ومعارف مختلفة".
وأشارت إلى أنهم قاموا بإصدار ثلاثة أعداد من مجلة "عالم الكتاب" وهي مجلة سنوية تصدر بمناسبة اليوم العالمي للكتاب كما منحت الموافقة على طبع أكثر من 60 مطبوعاً.
تراجع أعداد القراء
هذه الاحصائية دليل على تدني المستوى الثقافي والعلمي والأدبي خاصة لدى الطلبة بشكل خاص والقراء بشكل عام مقارنة بعقد الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بل إلى ما قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
وبهذا الصدد يقول المثقف جهاد الدلوي، لوكالة شفق نيوز، إن "هناك رأي لايختلف عليه اثنان، وهو أن المكتبات العامة بعدما كانت في القرن الماضي البيت الثاني للقراء ونادي الأدباء والمثقفين، بدأ نجمها بالأفول عاماً بعد عام لعدة أسباب".
ويوضح "الأحداث والتغيرات السياسية التي أثرت على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، مع التلاعب ونقل تجربة المناهج الدراسية الغربية كالمنهاج السويدي الذي لا يتلاءم مع المستوى العلمي والثقافي والفكري لدى الطلبة وتطبيقه بشكل مباشر وليس على مراحل".
الطباعة الإلكترونية
ويشير الدلوي للسبب الأهم وذي الأثر الكبير على تراجع أعداد القراء، "وهو دخول الطباعة الالكترونية وعالم الانترنيت خاصة نظام PDF والغاء الطباعة الورقية ذات النكهة والراحة النفسية التي كان يتمتع به القارئ، وكذلك انشغال أبناء هذا الجيل بالالعاب الالكترونية وفيسبوك و"بوبجي" وتردي العلاقة بين الطالب والمعلم التي كانت تسودها الرهبة والهيبة والاحترام".
ويبين الدلوي أن "خير دليل هذه الإحصائية التي أعلنتها مديرية المكتبات العامة في گرميان".
التكنولوجيا "بلاء"
فيما يرى نائب مدير عام الثقافة والفنون في گرميان، سربست أحمد، في تصريح لوكالة شفق نيوز "للأسف، الآن لا يعار اهتمام كبير للكتب في كوردستان، وأصبحت التكنولوجيا بلاءً كبيراً على رؤوسنا، كما جعلت وسائل التواصل الاجتماعي الكتب مهملة".
ويتابع "من الجيد دائما أن يتم تدريب الناس على نظام صحي وسليم، وكباقي قضايا إقليم كوردستان يمر الجانب الفكري والتعليمي بأزمة ويعيش وضعا سيئا، إن المجال الثقافي برمته والثقافة نفسها في أزمة".
10 مكتبات فقط
توجد 10 مكتبات عامة في إدارة گرميان وهي تابعة للإدارة العامة لمكتبات كرميان، ويوجد فقط في مكتبة كلار العامة أكثر من 20 ألف كتاب مختلف ونحو 400 مصدر مختلف.