شفق نيوز/ عرض مجلس امن اقليم كوردستان، يوم الاثنين، مقطعا مصورا يظهر فيه احد قادة حزب العمال الكوردستاني التركي (PKK) وهو يدلي باعترافاته حول "السياسة العدوانية" للحزب ضد اقليم كوردستان بما فيه اغتيال مسؤول أمني وقتل خمسة من عناصر البيشمركة في منطقة جبل متين بمحافظة دهوك.
وجاء في المقطع المصور الذي اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، ان "مجلس امن اقليم كوردستان يكشف على لسان القائد اينان احمد ميرزا جليك المكنى (اوزغور زياندا) حقيقة وواقع عدد من مخططات ارهابية لحزب العمال الكوردستاني التركي ضد قوى الامن الداخلي الكوردستانية وقوات البيشمركة ومن بينها جريمة اغتيال الشهيد غازي صالح اليخان مسؤول اسايش منطقة سرزيري وحادثة قتل خمسة من عناصر البيشمركة في جبل متين".
ووفق اعترافات جليك فإنه من مواليد 1990 في قرية كندراس التابعة لمدينة تطوان في محافظة بدليسي، والتحق بالعمال الكوردستاني عام 2008 كمقاتل عادي لمدة سنتين اي لغاية عام 2010 وتدرج في مراتبه ودخل اقليم كوردستان عام 2016 وكانت رتبته (بليك قوميتان) في عام 2017 – 2018 اصبح امرا لاكاديمية (برانشا) وتم ترفيعه عامي 2018 – 2020 لرتبة (جبهة قوميتان) وكانت اخر رتبة داخل العمال الكوردستاني هي قائد جبهة متينا.
واضاف جليك انه ترك صفوف العمال الكوردستاني في 9 / 6 / 2021.
وعن كيفية اغتيال المغدور غازي صالح اليخان مسؤول اسايش منطقة سرزيري قال جليك ان الحرب الدائرة بين حزبه وقوات بيشمركة كوردستان اسهم في جر الجيش التركي الى المنطقة، مؤكدا ان "العمال الكوردستاني يعتبر كل مواطن وطني شريف يؤدي مهامه وعمله في المناطق الحدودية في الاقليم عملاء وجواسيس ويقوم بمعاقبتهم وقتلهم، ومن بينهم الشهيد غازي فتاح اليخان الذي لم يشأ ان يخضع لما يريده حزب العمال الكوردستاني لذلك تم استهدافه مع عدد اخر من الاشخاص".
وتابع ان لديه معلومات مؤكدة ان قرار اغتيال اليخان جاء من القيادة العليا للعمال الكوردستاني، مشيرا الى ان "الاشخاص المستهدفين يتم تنبيههم اول مرة من ثم يتم تهديدهم بالقتل ومن الشهيد غازي الذي كان في حدود تروانش في قرية بيكداودا".
واضاف ان "العمال الكوردستاني شكل فريقا لاغتيال الشهيد اليخان وكان تابعا لاقليم متين"، مشيرا الى ان "قائدي القوة المكلفة باغتياله كانا كل من جسور روبوسكي وبلنك جزره، وهما من اغتالا الشهيد غازي اليخان باستخدام سلاح قناصة روسية ورشاشة ام 16 مثبت عليها ناظور رقم (4)".
وجاءت في اعترافات جليك بشأن حادثة العمادية، "فقد استعد لها العمال الكوردستاني قبل سنة ليقوم بضرب قوات البيشمركة في تلك المنطقة"، مبينا أنه "قام بزرع الالغام في جميع طرق المنطقة وجلب الاسلحة الثقيلة اليها اضافة الى اسلحة القنص وتم استهداف البيشمركة بصواريخ شيمل التي اعدها الحزب ليضرب بها قوات البيشمركة اثناء قدومها الى المنطقة".
وعن مصدر الاسلحة قال جليك إن "الاسلحة تم جلبها في ربيع عام 2020 من كوردستان الغربية (شمال شرق سوريا) ووضعت في البداية في جبل هكاري وتم التدريب على استخدامها في (اكاديمية الشهيد ماهر) وكان هناك مقاتلان تم تدريبهما على هذه الاسلحة وهما (هارون درسيم) و(اوزكور روزاوا) وتم اعدادهما لاستعمالها".
وأوضح أن هذه الاسلحة مخصصة اصلا للاستخدام ضد الدبابات والمدرعات وعندما جاءت قوات البيشمركة الى العمادية كانت ادارة المعركة باشراف القائد (روبار) وبدأت المعركة في الساعة السادسة والربع صباحا وكان هو حينها في مقر القيادة في ولاية متين حيث تم عقد اجتماع، وتقرر ان يقود هو (جليك) المعركة ومواجهة قوة البيشمركة الاتية الى العمادية حيث تم تزويده بثلاثة صواريخ من نوع كونكورس وبعدها ذهب الى العمادية وتلقى أوامر بتفجير الالغام المزروعة في الطريق على قوات البيشمركة.
واضاف انه ككوردي لم يقبل ضميره ان يقوم بضرب قوات البيشمركة وقام باطفاء جهاز "البيتل" الخاص به ورفض التعليمات التي زوده بها قادة العمال الكوردستاتي مثل بلينك سروج وبرخودان كارس، وفي اليوم الثاني لم يقم بتشغيل الجهاز، وهذا سبب له مشكلات كبيرة الامر الذي دفعه الى ترك الحزب.
ووجه جليك رسالة الى قادة حزب العمال قائلاً، "منذ مدة طويلة تقومون بتعريض آلاف الشباب للموت من اجل مصالحكم الخاصة. كفى ذلك ادعوكم لترك هؤلاء الشباب ولا تعرضوا الشباب والاطفال الذين تقل اعمارهم عن 15 عاما ولايعرفون كيفية حمل السلاح واستعماله الى الموت من اجل مصالحكم".
كما خاطب رفاقه في حزب العمال الكوردستاني بانهم التحقوا بصفوف حزب العمال من اجل الحرية والانتقام وحرية الكورد وكوردستان والوطنية، ولكن حزب العمال ليس هكذا وهو يخدعهم.
اما عن معاملة قوات البيشمركة اثناء تسليم نفسه، فقد قال ان حزب العمال كان يدعي انهم يعذبون من يسلم نفسه ويسجنونهم ويسلمونهم لتركيا، ولكن الامر ليس كذلك، بل بالعكس انهم احترموه وقدروه موجها شكره اليهم.
ووجه بيان مجلس امن الاقليم كلامه للرأي العام الكوردستاني بالقول انه "على الرغم من المحاولات الشريرة للعمال الكوردستاني ضد قوات البيشمركة واقليم كوردستان واغتيال العديد من عناصر البيشمركة على مسلحي حزب العمال الكوردستاني الا ان اقليم كوردستان ومن اجل ابعاد هذه الحرب المفروضة من قبل قيادة العمال الكوردستاني تلتزم اقصى درجات ضبط النفس من اجل الا تتكرر الحرب بين ابناء الامة الكوردية ولا يراق الدم الكوردي على يد اخيه الكوردي مرة اخرى".