شفق نيوز/ "كان الله بعون الفقير" جملة يرددها الكثير من سكان شمال وشرق سوريا جراء الارتفاع الجنوني لأسعار كافة المواد .
وتسبب صعود الدولار الامريكي وهبوط الليرة السورية أمامه بارتفاع حاد لأسعار المواد الغذائية والسلع في مدينة ديرك بأقصى شمال وشرق سوريا .
ويقول أحمد خليل مواطن ديركي لوكالة شفق نيوز، "اذا استمر انهيار الليرة السورية فسنواجه كارثة حقيقة ولن نستطيع شراء ابسط حاجاتنا اليومية ".
وتابع خليل "أنا عامل ديكورات ويوميتي تصل لـ12000 ليرة سورية، أي أن شهريتي تبلغ 310000 ، وهي لا تساوي مئة دولار أمريكي، ولدي ثلاثة أطفال صغار فكيف لي أن أدير أموري مع هذه الأسعار"، مضيفاً "لو كان سكني بالإيجار لكنت اليوم اشحذ أمام المساجد ".
ويقول جمشيد عبدو وهو مواطن آخر من ديرك، إن "معاناتنا مستمرة منذ العام الماضي وازدادت أكثر مع بداية العام الجديد ولغاية اليوم"، موضحاً أن "الأسعار جنونية بكل محال السوق ولا توجد رقابة تضبط الاسعار، إذ أن بين محل ومحل تجد السعر مختلفاً، ولا نستطيع مجادلة اي تاجر، فدائماً وابداً حجتهم الدولار الذي يرتفع ويقفز قفزة واحدة، لتجد الاسعار معه ترتفع وتقفز قفزتين، وإنْ هبطْ تبقى الأسعار كما هي ".
وتابع عبدو حديثه لوكالة شفق نيوز "نحن لسنا بموظفي المنظمات الأجنبية حتى يتعامل معنا التجار بهكذا اسعار"، مضيفاً "أقولها بالعلن دون خجل أنا وصغاري لم نذق لحم الأغنام منذ شهور وحتى لحم الدجاج الذي كنا نشتريه في الاسبوع مرة واحدة لم يعد بإمكاننا شرائه الأن، كون سعر كيلو واحد للحم الدجاج وصل 5000 ليرة سورية، وخوفي من الايام القادمة هو أن ننسى اللحم وننسى مذاقه، ليكن الله في عوننا"..
ويقول "بهاء علي" من شعبة التموين في ديرك لوكالة شفق نيوز، "نحن متقيدون بنشرة الأسعار التي تأتينا من هيئة الاقتصاد في مدينة قامشلي"، موضحاً أن "الأسعار مرتفعة جداً والسكان يشتكون، ونحن نحاول ضبط الاسواق بقدر المستطاع"
وأضاف، أنه "مع ارتفاع الدولار مؤخراً ارتفعت معه اسعار كافة المواد، ولا نستطيع محاسبة جميع التجار بسبب تلاعب الدولار بين صعود وهبوط".
ويقول ايضاً إن "بعض التجار يستغلون فوضى السوق ويتلاعبون بالأسعار دون التقيد بنشرتنا، إذ أن كل واحد يبيع حسب ضميره، ونسعى جاهدين بضبط الاسعار وتغريم المخالفين" .
وأشار إلى أن نشرة الغرامات نصت على أن "مخالفة التلاعب بالأسعار من 10000 ليرة سورية الى 100,000 ل.س."، و"انتهاء الصلاحية وسوء التخزين من 100,000 ل.س الى 600,000 ل.س"، وعدم التقيد بالفواتير 500,000 ل.س، وعدم تطابق المواصفات من 100,000 الى 600,000 ل.س ".
وتسعى هيئة الاقتصاد بدعم الانتاج المحلي كونه البديل ويهدف إلى الاكتفاء الذاتي (بناء بيوت بلاستيكية وزراعة الخضروات وانشاء معامل للأجبان والالبان)، كما وافتتحت مؤخراً معمل للزيوت النباتية لسد حاجة المنطقة.
يذكر إن الادارة الذاتية تستورد المواد الغذائية والسلع من اقليم كوردستان عبر معبر سيمالكا الحدودي ومن بعض مناطق سيطرة النظام السوري .