شفق نيوز/ حذر اتحاد معلمي اقليم كوردستان، يوم الثلاثاء، من توقف الدوام الرسمي للعام الدراسي 2024 - 2025 في المدارس والأوساط التعليمية الحكومية في الإقليم جراء تأخر صرف المرتبات الشهرية للكوادر التدريسية والموظفين العاملين في وزارة التربية.

وقال رئيس الاتحاد احمد كرمياني في مؤتمر صحفي عقده اليوم وحضره مراسل وكالة شفق نيوز، إنه "منذ 10 سنوات ولغاية الآن نعاني من مشكلة تأخير صرف الرواتب موظفي اقليم كوردستان بشكل عام، والكوادر التدريسية بشكل خاص مما تسبب بتأخير وتعطيل الدوام في بعض مناطق الإقليم والمناطق المتنازع عليها في المدارس الكوردية".

ودعا، حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية الى حل مشكلة رواتب المعلمين والتدريسيين في الإقليم، محذرا من خطورة توقف الدوام الرسمي في مدارس الاقليم لعدم تسلم الكوادر التدريسية رواتبهم لشهري تشرين الأول/أكتوبر، وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين.

وحمّل كرمياني، الحكومة الاتحادية في بغداد مسؤولية عدم صرف الرواتب في اقليم كوردستان، وتأجيج الصراع السياسي بين الكتل داخل قبة البرلمان بسببها، والتعامل معها بمزاجية.

معلمو وموظفو السليمانية يعانون

في غضون ذلك طالب المعلمون والموظفون في محافظة السليمانية بصرف رواتبهم المتأخرة للشهرين الأخيرين الماضيين، مؤكدين أن تأخر الرواتب يعيق أداء مهامهم الوظيفية ويضعهم أمام ظروف معيشية صعبة.

وقال دلشاد ميراني، ممثل المعلمين المحتجين، في تصريح أدلى به لمراسل وكالة شفق نيوز، إن "المعلمين يطالبون بصرف مستحقاتهم المالية، وما يثير القلق هو استمرار عدم دفع راتب شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بينما يطالبون الآن بصرف رواتب شهر تشرين الأول/ أكتوبر على الفور".

وأضاف أن أزمة الرواتب المتأخرة تفاقمت بسبب الخلافات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد، ما أدى إلى عجز الموظفين والمعلمين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية واستمرارهم في عملهم بشكل طبيعي.

وأكد ميراني أن المعلمين بدأوا بالفعل مقاطعة أعمالهم كخطوة احتجاجية أولى، داعيًا الجهات المعنية إلى الإسراع في إيجاد حلول تضمن صرف الرواتب المتأخرة قبل نهاية العام.

وأكد مراسل وكالة شفق نيوز أن الكثير من الدوائر بدأت بالإضراب ومقاطعة الدوام الرسمي في السليمانية وإدارة كرميان احتجاجا على تأخير صرف الرواتب الشهرية.

َوتشهد إقليم كردستان أزمة مالية مستمرة نتيجة الخلافات السياسية والاقتصادية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد، مما أدى إلى تعطل صرف الرواتب الشهرية للموظفين والمعلمين في الإقليم.

وتأتي هذه الأزمة في ظل تزايد الضغوط المعيشية على المواطنين، وتهديد العاملين في القطاعين العام والتعليمي بالتصعيد إذا لم تُلبَّ مطالبهم.

تصاعد موجة الإضرابات والاحتجاجات

وتشهد مناطق في السليمانية وادارتي رابرين وكرميان تصاعدًا في موجة الإضرابات والاحتجاجات نتيجة تأخير صرف الرواتب، حيث لم تعد الأزمة تقتصر على فئة محددة، بل امتدت لتشمل قطاعات حيوية تمس حياة المواطنين.

وقال مراسل وكالة شفق نيوز انه في خطوة لافتة، أعلن اليوم الثلاثاء معظم العاملين في القطاع الصحي بمنطقة كرميان مقاطعة دوامهم في المستشفيات والمؤسسات الصحية، معربين عن استيائهم الشديد من عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية لشهر أكتوبر، رغم مرور أشهر على بدء السنة المالية الجديدة.

وبحسب العاملين، فإن تأخر الرواتب أثر بشكل كبير على حياتهم المعيشية، مما دفعهم إلى اتخاذ هذا القرار الاحتجاجي، الذي يأتي ضمن سلسلة من الإضرابات بدأت قبل أيام في محافظة السليمانية وانتقلت إلى مناطق أخرى.

و أصبحت أزمة الرواتب في إقليم كوردستان واحدة من أبرز المشكلات التي تؤرق الموظفين في مختلف القطاعات، حيث تكررت حالات التأخير في صرف الرواتب خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى موجة من الاحتجاجات.