شفق نيوز/ تعرضت ناقلة نفط للاختطاف في خليج عمان، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وفق بيان هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية.
وقالت الهيئة التابعة للجيش البريطاني، في تقرير اطّلعت عليه وكالة شفق نيوز، إنها تلقت بلاغًا بشأن حادث على بعد 50 ميلًا بحريًا، شرق سواحل سلطنة عمان.
وقالت عمليات التجارة البحرية البريطانية: "تلقّينا بلاغًا بشأن اعتلاء أشخاص ناقلة نفط قبالة سواحل عمان، ولا نستطيع التواصل معها"، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
في حين نقلت وكالة رويترز عن مذكرة صادرة عن "أمبري" قولها إن ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال اعتلاها 4-5 أشخاص مسلحين على بعد حوالي 50 ميلا إلى الشرق من صحار بسلطنة عمان.
وأضافت المذكرة أن المسلحين المشتبه بهم كانوا يرتدون زيا أسود يشبه الزي العسكري وأقنعة سوداء.
وبحسب مذكرة أمبري، فإن الناقلة اتهمت في وقت سابق لحملها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات، وتمت مصادرتها وتغريمها من قبل الولايات المتحدة.
تفاصيل عملية الاختطاف
ووفق بيان هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، فقد صعد رجال يرتدون الزي العسكري ناقلة النفط في خليج عمان بعملية مصادرة ضمن إطار تصاعد الأزمة بين إيران والولايات المتحدة.
لم تتضح تفاصيل عملية الاختطاف بعد، فيما يبدو أنه أحدث عملية مصادرة لسفينة في الممرات المائية المتوترة في الشرق الأوسط.
وكانت السفينة التي تُعرف سابقًا باسم "سويس راجان" متورطة في نزاع استمر لمدة عام أدى في النهاية إلى مصادرة وزارة العدل الأميركية لمليون برميل من النفط الإيراني الموجود عليها.
وقالت عمليات التجارة البحرية البريطانية، التي تقدّم تحذيرات للبحارة في الشرق الأوسط، إن الحادث بدأ في وقت مبكر من الصباح في المياه بين عمان وإيران في منطقة تعبرها السفن القادمة والخروج من مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو خُمس تجارة النفط العالمية.
وذكرت المجموعة التي يديرها الجيش البريطاني تلقّيها تقريرًا من مدير أمن السفينة عن سماع "أصوات مجهولة عبر الهاتف" جنبًا إلى جنب مع قبطان السفينة.
وقالت شركة الاستخبارات الخاصة أمبري، إن 6 رجال عسكريين صعدوا على متن السفينة التي حددتها على أنها ناقلة النفط "سانت نيكولاس"، موضحة أن الرجال قاموا بتغطية (كاميرات) المراقبة خلال صعودهم.
غُيِّرَ اسم السفينة مؤخرًا إلى سانت نيكولاس، بعدما كانت معروفة سابقًا باسم "سويس راجان"، المرتبطة بشركة الشحن اليونانية إمبير نافيغاشن (Empire Navigation).
بدأ الاهتمام يتركز على ناقلة النفط "سويس راجان" في فبراير/شباط 2022، عندما قالت مجموعة "متحدون ضد إيران النووية"، إنها تشتبه في أن الناقلة تحمل نفطًا من جزيرة خرج الإيرانية، إذ رصدت صور الأقمار الصناعية وبيانات الشحن حُلِّلَت في ذلك الوقت بالنفط الإيراني.
ولعدّة أشهر، ظلت السفينة في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة، قبل أن تبحر فجأة إلى ساحل تكساس دون تفسير، إذ أفرغت الناقلة حمولتها إلى ناقلة أخرى في أغسطس/آب، وأفرجت عن نفطها في هيوستن بجزء من أمر وزارة العدل.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، اعترفت شركة شركة الشحن اليونانية بتورّطها في تهريب النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، ووافقت على دفع غرامة قدرها 2.4 مليون دولار في قضية تتعلق بالناقلة.
الهجمات على السفن
أشارت الهيئة البريطانية إلى أنها لا تستطيع إجراء الاتصالات مع ناقلة النفط في الوقت الحالي، موضحة أن سلطات عُمان تحقق في الحادث، ناصحة السفن بالحذر والإبلاغ عن أيّ نشاط مشبوه.
لم يُقَدَّم مزيد من التفاصيل على الفور، كما لم يصدر أيّ إعلان بهذا الشأن من جانب السلطات العمانية.
ويشار إلى أنه لم يُبَلَّغ عن أيّ هجمات قبالة سواحل عمان منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووقع الحادث بعد ساعات قليلة من تبنّي مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعو جماعة الحوثي في اليمن إلى التوقف الفوري عن الهجمات على السفن.
وأدان قرار مجلس الأمن بشدة هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية، التي وقعت بدءًا من 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عندما احتجزت الجماعة اليمنية سفينة "غالاكسي ليدر" وطاقمها.
وطالب مجلس الأمن الجماعة بالتوقف فورًا عن جميع الهجمات المماثلة التي تعرقل التجارة العالمية، وتُلحق ضررًا بحقوق وحريات الملاحة، وتهدد السلام والأمان الإقليميين، وإطلاق سراح سفينة "غالاكسي ليدر" وطاقمها.
وخلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيون أكثر من 25 عملية استهداف لسفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل، أو متجهة إلى موانٍ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الإستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
الهجمات على ناقلات النفط
منذ انهيار الاتفاق النووي الإيراني، شهدت المياه المحيطة بالمضيق سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن من قبل إيران، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت السفن، والتي ألقت البحرية باللوم فيها على طهران.
واجهت إيران والبحرية أيضًا سلسلة من المواجهات المتوترة في الممر المائي، على الرغم من أن الاهتمام الأخير تركَّز على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر، وسط الحرب الإسرائيلية على حماس في قطاع غزة.
كما استولت الولايات المتحدة وحلفاؤها على شحنات النفط الإيرانية منذ عام 2019، وأدى ذلك إلى سلسلة من الهجمات في الشرق الأوسط المنسوبة إلى إيران، فضلًا عن استيلاء القوات العسكرية وشبه العسكرية الإيرانية على السفن، مما يهدد الشحن العالمي.