شفق نيوز/ كشف عضو لجنة الصحة في البرلمان الإيراني، همايون نجف آبادي، يوم الأربعاء، عن تزايد حالات التسمم بالكحول، مشيراً إلى أن استهلاك الكحول في بلاده يعد "أعلى" من الدول التي لا حظرها.
وبحسب موقع "إيران اينترنشنال" ففي الأسابيع الأخيرة، توفيّ ما لا يقل عن 29 شخصاً وتسمم 250 شخصاً في محافظات البرز، وطهران، ومازندران بسبب استهلاك الميثانول.
وقال آبادي، إن استهلاك المشروبات الكحولية المصنوعة يدوياً "تنامى بشكل متزايد"، وأن استهلاك الكحول في إيران "أعلى حتى من البلدان التي يكون فيها الاستهلاك مرخصاً".
وفي إشارة إلى موجة استهلاك المشروبات الكحولية المصنوعة يدوياً في البلاد، أشار إلى أنه في بداية وباء "كوفيد -19"، عندما كان من الصعب العثور على الكحول، "كان هناك أشخاص يبيعون الميثانول بدلا من الإيثانول وبتكاليف باهظة".
وبحسب ما قاله النائب، كان هناك أيضاً من تعاطوا هذه المشروبات الكحولية، مما تسبب في وفاة عدد من المواطنين.
وأشار إلى أن الزيادة في عدد ضحايا المشروبات الكحولية المصنوعة يدوياً حدث يجب "التخطيط له بشكل أفضل"، لأن توصيات وزارة الصحة ومتابعة قوات الشرطة بشأن المخالفات غير القانونية في بيع المشروبات الكحولية في البلاد لم تكن مؤثرة كما ينبغي.
وفي إشارة إلى قانون حظر إنتاج وتوزيع واستهلاك المشروبات الكحولية في إيران، قال عضو لجنة الصحة بالبرلمان: "كل ما يسبب منعًا يجعل الناس أكثر حرصاً على استهلاكه في إيران، من أجل الحفاظ على الشعائر الدينية والقانون الديني فيما يتعلق بعدم استهلاك المسلمين للكحول، لا يمكن إضفاء الشرعية على المشروبات الكحولية في البلاد، لكن علينا التفكير في سبب ارتفاع استهلاك الكحول في إيران أكثر من البلدان التي يكون الاستهلاك فيها مسموحاً به؟".
وتابع: "نحن أيضًا نعلم أن استهلاك الكحول في البلاد ليس منخفضًا. يجب أن يكون لتعاطي الكحول -حتى بشكل غير قانوني- ظروف لا تؤدي إلى وفاة الناس".
وتعرض عشرات المواطنين خلال الأسابيع الماضية للتسمم، وتوفي العديد منهم بسبب تناول ما تسميه الحكومة "الخمور المغشوشة" أو الخمور الصناعية.
وأعلنت قيادة شرطة رباط كريم، اليوم الأربعاء، عن توقيف بائع "خمور مقلدة" في هذه المدينة، وقالت إن المتهم كان يبيع مشروبات كحولية لعملائه في محله الواقع على طريق رباط كريم إلى براند، وذلك باستخدام ماركة بيرة مشهورة.
وفي الأسبوع الماضي، لقي 7 أشخاص مصرعهم في مدينة رباط كريم، وأصيب 22 آخرون بالتسمم الكحولي.
وبحسب ما ذكره قائممقام هذه المدينة، بعضهم من "المهاجرين" والباقي من مدن مختلفة من قضاء رباط كريم، وبرند، وحصار مهتر، ومنجيل أباد، ومدن أخرى من محافظة طهران.
ومع ذلك، كان نطاق التسمم الكحولي أوسع بكثير في الأسبوعين الماضيين، وفي يوم أمس الثلاثاء، أعلن المدعي العام في بهارستان في محافظة طهران عن وفاة "شخصين" بسبب تناول المشروبات الكحولية، وقال إن شخصين آخرين فقدا بصرهما.
وفي محافظة مازندران، لقي 3 مواطنين مصرعهم خلال الأيام الماضية جراء تناول مشروبات كحولية مسمومة، اثنان منهم من سكان رامسر والآخر من آمل.
في أعقاب هذه الحادثة، أعلن جعفر ساداتي، المساعد الثقافي والاجتماعي لشرطة مازندران، أمس الأول الاثنين، عن تحديد هوية واعتقال 4 متهمين "بإنتاج وتوزيع كحول مقلد في مدينة رامسر"، وقال إنه خلال عملية القبض عليهم، تم اكتشاف "118 زجاجة كحول مغشوش ومسموم" مع المتهمين، وتم إغلاق "وحدة بيطرية" بهذا الخصوص.
كما تظهر أحدث الإحصاءات لضحايا الكحول الصناعي في مقاطعة هرمزكان أن عدد المواطنين المصابين بالتسمم في مدينتي حاجي آباد وبندر عباس قد ارتفع إلى 34 شخصاً.
وبحسب التقارير، فقد زار حتى الآن 22 شخصًا في مدينة حاجي آباد و12 شخصًا في مدينة بندر عباس مراكز طبية بعد أن ظهرت عليهم أعراض التسمم الكحولي، اثنان منهم في حالة حرجة.
وأظهرت آخر إحصائيات لحالات التسمم في محافظة البرز، والتي بدأت في 13 يونيو، أن "191 شخصا أصيبوا بالتسمم بسبب تناول المشروبات الكحولية التي تحتوي على الميثانول".
وخلال حالات التسمم هذه، لقي "17 شخصا" مصرعهم ولا يزال 4 مرضى في وحدة العناية المركزة، وهم في حالة حرجة.
وبحسب ما ذكره أحمد مهدوي، رئيس مركز طوارئ البرز الطبي، فقد عدد آخر من المواطنين المصابين بالتسمم "بصرهم".
وأعلن عباس مسجدي آراني، رئيس منظمة الطب الشرعي في البلاد، مؤخرًا، عن وفاة 644 شخصًا بسبب استهلاك الكحول عام 2022، وقال إن هذا الرقم ارتفع بنسبة 30% مقارنة بالعام السابق.
ويهدد التسمم، وفقدان البصر، والفشل الكلوي، والوفاة، حياة مئات المواطنين الإيرانيين كل عام بسبب عدم توفر المشروبات الكحولية العادية.