شفق نيوز / أفادت وسائل اعلام أمريكية، اليوم الثلاثاء، بأن روسيا تستعين بأسلحة قديمة موجودة في المتاحف لإرسالها إلى جبهات القتال، ضمن الهجوم الذي تشنه على أوكرانيا منذ شباط 2022، مشيرة إلى أن موسكو معروفة بإحضارها معدات عسكرية قديمة من المخازن لمساعدتها في الحرب.
واستندت شبكة CNN إلى مقطع فيديو، التُقط على ما يبدو في أواخر آذار الماضي، يُظهر دبابات T-55 السوفييتية القديمة تُنقل على متن قطار في مكان ما في روسيا.
يُشار إلى أن الجيش الأحمر في الاتحاد السوفيتي بدأ تصنيع تلك الدبابات عام 1948، بُعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وهي قديمة جداً لدرجة أنها تُعرض في المتاحف.
رخيصة وموثوقة وسهلة الاستخدام
بدوره، يقول المؤرخ جون ديلاني، أمين متحف الحرب الإمبراطوري (IWM) في دوكسفورد بمقاطعة كامبريدج، وهو يُري إحداها لشبكة CNN: "كانت هذه أول دبابة قتال رئيسية يستخدمها الاتحاد السوفييتي في حقبة الحرب الباردة".
أضاف ديلاني: "حتى تلك اللحظة، كانت توجد ثلاثة أنواع مختلفة جداً من هذه الدبابات، خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وكانت لها أدوار مختلفة في ساحة المعركة. أما من منتصف الخمسينيات فصاعداً، فأرادوا ابتكار دبابة يمكنها فعل القليل من كل شيء، وأصبح هذا النوع معروفاً بدبابة القتال الرئيسية".
بالنسبة للجيش الأحمر، كانت هذه الدبابة هي T-55 وأشكالها المتعددة، وقد أصبحت فيما بعد الدبابة الأكثر إنتاجاً على مستوى العالم، فصُنع منها أكثر من 100 ألف نسخة. ولأنها رخيصة وموثوقة وسهلة الاستخدام والصيانة، كانت دعامة عسكرية أساسية في مصر والصين والسودان، ولا تزال مستخدمة في هذه البلدان.
وبعد ظهور مقطع القطار المحمل بالدبابات على الشبكات الاجتماعية في أواخر مارس/آذار، كان فريق استخبارات الحرب الروسي (CIT)، وهو فريق من المتطوعين يستعين بمعلومات استخباراتية مفتوحة المصدر للتحقيق في حربيّ أوكرانيا وسوريا، أول من رصد نقل دبابات T- 54/55 من مخزن مدينة أرسينيف الروسية.
روسيا فقدت الكثير من الأسلحة
في الوقت ذاته، قال مسؤولون غربيون لشبكة CNN في أبريل/نيسان المنصرم، إنهم رأوا هذه الدبابة العتيقة قريباً من خط المواجهة.
من جانبها، لم تؤكّد روسيا أنها ستنشر دبابات T-55 في خط المواجهة، ولم ترد وزارة الدفاع في موسكو على طلب للشبكة الأمريكية للتعليق. إلا أنه في الأسابيع الأخيرة، شارك مدونون مؤيدون للكرملين صوراً تظهر هذه الدبابات في الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، بحسب "سي إن إن".
يقول روبرت لي، العضو السابق في مشاة البحرية الأمريكية والباحث الأول في معهد أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة: "بشكل عام، فقدت روسيا الكثير من الأسلحة، ويصعب عليها تصنيع أسلحة جديدة".
أضاف لي: "الروس ينتجون بعض الدبابات الجديدة -لا يزالون ينتجون دبابات T-90- لكنهم، على النطاق (المطلوب)، يحتاجون إلى معدات أكثر مما يمكنهم إنتاجه، لذا فهم يعتمدون على الدبابات القديمة والعتيقة لتعويض هذا النقص".
"سهلة الاستخدام" للمجندين
الخبير الأمريكي "لي" يتابع الغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدايته، ويستخدم في ذلك تكنولوجيا مفتوحة المصدر لجمع المعلومات عن القتال في أوكرانيا. وزار بعدها الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، ومع استمرار روسيا في دفاعها، كانت معارك الدبابات نادرة حتى تلك اللحظة، وهو يرى أن استخدام دبابات T-55 سيكون محدود النطاق.
وقال: "يُحتمل أن تُستخدم هذه الدبابات في منطقة خلفية في البداية. ولذلك ليس بالضرورة أن تكون في الخطوط الأمامية، وإنما أن تطلق النار من مسافة طويلة".
ولو أن هذا هو هدف الروس، فيرى المؤرخ جون ديلاني، أن دبابات T-55 ستكون مفيدة.
وقال: "من بين الأشياء التي يمكنك استخدام هذه الدبابة فيها، لو كنت تحاول تجنب اشتباك بين دبابات، هي وضعها في حفرة، في مواقع دفاعية، والجلوس فيها حتى تتمكن فقط من رؤية البرج، ومن ثمّ استخدامها للدفاع عن خط أمامي لصد هجوم مضاد. ولو كنت المهاجم في الحرب وستهم بالتحول إلى موقف دفاعي فجأة، فستكون هذه الدبابة فعالة في المراكز الدفاعية الثابتة".
وفيما يستعد الجيش الروسي لهجوم أوكراني واسع النطاق ومجهز بأسلحة حلف شمال الأطلسي، يتعين عليه الاعتماد على جيش مجنّدين أقل استعداداً من جيش خصمهم.
وبالنسبة للجنود غير المدربين، توفر دبابات T-55 شيئاً لا توفره الدبابات الحديثة: سهولة الاستخدام.
في هذا السياق، يقول ديلاني: "لو أن لديك الكثير من المجندين الذين انضموا إلى جيشك، وهو الموقف حالياً في الجيش الروسي، فسيكون تدريبهم على استخدام هذه الدبابات أسهل وأسرع من استخدام طراز أحدث".
وأضاف: "استخدامها سهل جداً، وهي مناسبة جداً لجيش مجنّدين لأنها تكون دائماً جاهزة للعمل".