شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أنه على اسرائيل التفكير في مساعدة السعودية التي تعرضت لهجمات صاروخية متتالية، من جانب الحوثيين في اليمن المدعومين من ايران.
ونقلت الصحيفة عن الباحث البارز في مركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب يوئيل غوزانسكي، المتخصص بالشؤون الخليجية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، قوله إن "إسرائيل ستقوم بالشيء الصحيح من خلال عرضها المساعدة على المملكة (السعودية) للدفاع عن منشآتها الاستراتيجية ضد التهديد المتنامي من إيران".
ووصفت الصحيفة غوزانسكي بأنه أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين بقضايا الخليج السياسية والامنية، ويدرك بالتالي اهمية "اتفاقيات ابراهام"، بالاضافة الى تعقيدات المسالة السعودية، مشيرة الى انه منذ العام الماضي هناك تكهنات متزايدة حول العلاقات الإسرائيلية مع السعودية.
واشارت الصحيفة الى ان ايران تستخدم اليمن كميدان لتجربة طائرات "الدرونز" والصواريخ، وهي ساعدت الحوثيين في زيادة مدى صواريخهم لتصل الى مئات الكيلومترات وفي تطوير دقة طائرات "الدرونز".
واضافت ان ذلك يمثل تهديدا رئيسيا للمنطقة بما في ذلك اسرائيل والامارات العربية المتحدة وغيرهما من الدول.
كما اعتبرت أن إيران هي المسؤولة عن مهاجمة المنشآت النفطية السعودية في أبقيق العام 2019، فيما هاجم الحوثيون مؤخرا المنشآت النفطية السعودية في رأس تنورة في الرياض. وتابعت ان ايران تستخدم الميليشيات في العراق لمهاجمة السعودية ايضا مثلما جرى في يناير 2021 ومايو 2019.
وقال غوزانسكي إن "إسرائيل تولي الاهتمام الأكبر للتهديد النووي الايراني، وهو موقف صحيح تماما بالنسبة الى الى دول الخليج، فإن الترسانة النووية الايرانية هي التي تشكل التهديد الأخطر والفوري"، مشيرا إلى أن السعودية تعرضت لاكثر من 860 هجوماً بال"درونز" والصواريخ منذ مارس 2015.
وتابع الباحث الاسرائيلي انه "رغم الترسانة التسليحية الكبيرة التي لدى السعودية على مر السنوات، فان المملكة تفتقر الى القدرات الدفاعية ناهيك عن القدرات الهجومية".
وستفعل اسرائيل الشيء الصحيح من خلال عرضها المساعدة على المملكة، ولدى اسرائيل انظمة صاروخية دفاعية متعددة من بينها منظومات السهم، ومقلاع داوود والقبة الحديدية، وهو ما يعني ان لدى اسرائيل الخبرات للتعامل مع هذا النمط من التهديدات.
وأشار غوزانسكي إلى الحرج الذي يمثله الكشف عن مثل هذه الروابط بين اسرائيل والرياض.
وفيما حين أظهرت واشنطن برودة في التعامل مع السعودية، إلا أنها تدعم السعودية في الدفاع عن نفسها. ولدى الرياض نظام "باتريوت" الصاروخي الذي يمكن استخدامه ضد "الدرونز" والصواريخ. ومن الممكن أن تحصل في العام 2023 على نظام "ثاد" ايضا. وفي العام 2017، أعلنت شركة "رايثون" المصنعة لأنظمة "الباتريوت" ان السعوديين تمكنوا من اعتراض وإسقاط أكثر من 100 صاروخ باليستي أطلق من اليمن.
وقال غوزانسكي إن "لدى إسرائيل قدرات متطورة في الميدان، وفي الماضي كانت هناك تقارير بأن السعودية تسعى الى شراء بطاريات القبة الحديدية من اسرائيل في اطار علاقات امنية متنامية بين الدولتين، وهو ما نفته وزارة الدفاع الاسرائيلية لاحقا".
وأشار غوزانسكي إلى تقارير تتحدث عن أن الولايات المتحدة نقلت احدى بطاريات القبة الحديدية التي لديها، الى الخليج.
واعتبر ان بامكان اسرائيل مساعدة السعودية على تخطي معضلاتها الاستراتيجية وانتزاع مكاسب سياسية ايضا اذا ساعدت الرياض. وبإمكان إسرائيل أيضا الاستفادة من أنماط التهديدات كالتي تتعرض لها السعودية، وهي تهديدات من مصلحة إسرائيل أن تعرف عنها لانها تتشارك مع السعودية في الخصم المشترك.
وختم غوزانسكي بالقول إن دول الخليج "لا تمتلك حاليا أنظمة دفاعية جوية مثالية، وبامكان إسرائيل أن تساعد في كل من تقديم الانظمة بنفسها وفي تقديم النصيحة والإرشاد لشركائها الجدد في الخليج".