شفق نيوز/ حذرت صحيفة "ذا نيشين" النيجيرية، يوم الأحد، من أن نيجيريا، الدولة الاكبر سكانا في افريقيا والتي ستصبح الثالثة عالميا بحلول العام 2050، ستصبح النسخة "السيئة" التالية من العراق.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان النزاع الدموي في نيجيريا، أصبح أمرا طبيعيا، بسبب الخلافات العرقية والدينية التي تشعل بؤر التوتر والعنف وتغذي في الوقت نفسه عدم الاستقرار في أنحاء غرب أفريقيا.
واشارت الى ان النزاع يحمل جوانب تشابه مزعجة للاشتباك الطائفي في العراق، والذي هيمن على السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ بداية القرن الحالي، مضيفة أن المخاطر كبيرة بالنسبة الى نيجيريا، وبالتالي للقارة الأفريقية والولايات المتحدة.
وبينت الصحيفة أنه في السنوات الماضية، انتشر تنظيم "بوكو حرام" الذي يعني اسمه حرفيا "ضد التعليم الغربي"، في المناطق الشمالية وقتل اكثر من 20 الف شخص من الابرياء، وشرد ما لا يقل عن مليوني نيجيري، وخطف اكثر من 200 فتاة.
واضافت ان هذا العنف غير المبرر وسفك الدماء في نيجيريا، هو من علامات نزاع ديني مكثف في بلد يمثل الديمقراطية الاكبر في افريقيا.
ولفتت إلى أن تزايد حجم السكان في نيجيريا يعكس تصاعد نفوذها في أسواق الاقتصاد العالمي وفي الشؤون الجيوسياسية، وهي الآن، تمثل الاقتصاد الأكبر في مناطق الصحراء الإفريقية، والذي يشكل 75% من حجم اقتصاد منطقة غرب أفريقيا.
وحذرت الصحيفة من ان فشل حكومة نيجيريا والأحداث الإرهابية هنا وهناك، سيتسبب بموجة من التأثيرات في أنحاء القارة، مع تداعيات اقليمية ودولية، مضيفة أن عدم الاستقرار في نيجيريا سيكون له أثر سيء على مصالحها النفطية، حيث ان البلد يندرج ضمن الدول السبع الكبار بتصدير النفط إلى الولايات المتحدة.
كما نبهت الى ازدياد التطرف في نيجيريا وتحولها الى منصة للارهاب، وان السؤال الآن يتعلق بما يمكن القيام به لمنع ذلك، لكن التقرير أشار إلى ان إدارتي جورج بوش وباراك أوباما بتعاملهما مع مكافحة العنف في العراق يحتاج الى اعادة تقييم لكيفية قيام المجتمع الدولي بمواجهة النزاع الديني.
وفي حين أن الولايات المتحدة استثمرت تريليونات الدولارات من أجل تحقيق الاستقرار في العراق، فإن هناك القليل قد تحقق مع استمرار ظهور الإرهاب وتدفق اللاجئين والخراب الاقتصادي.
وأكد التقرير على الحاجة للتعامل مع جذور التمييز الديني والعنف وبانها تكمن في عدم التسامح، والإدراك بأن المال ليس العلاج الشافي من اجل انهاء النزاع، ما يتطلب تغيير الوجهة واستكشاف تكتيكات جديدة لتسوية النزاع في العراق او نيجيريا او غيرهما.
وختم التقرير بالتحذير من عدم القيام بشيء وتجاهل الابعاد الدينية للنزاع في نيجيريا، مضيفا ان ذلك سيؤدي الى تفاقم زعزعة استقرار الديمقراطية الهشة في نيجيريا، داعيا الى عدم ترك اللامبالاة تتسبب في تحول نيجيريا الى "العراق التالي".