شفق نيوز/ تأمل السويد في أن تعود خططها لتصبح العضو الثاني والثلاثين في الناتو إلى المسار الصحيح، مع دخول قانون الإرهاب الأكثر صرامة الجديد حيز التنفيذ، اليوم الخميس، بعد مصادقة البرلمان السويدي عليه قبل شهر، في خطوة أقدمت عليها لإرضاء أنقرة.
وبحسب وكالة Bloomberg الأمريكية فان التشريع، الذي سيجعل المشاركة في أي جماعة إرهابية جريمةً يعاقب عليها القانون، يمكن أن يوفر الزخم اللازم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي فاز بقوة في الانتخابات الرئاسية، للموافقة على انضمام الدولة الشمالية إلى حلف الناتو.
يُنظر على نطاق واسع إلى أن عدم اتخاذ إجراءات من قبل السويد ضد التنظيمات التي تكافحها أنقرة، هو سبب رئيسي لرفض تركيا السماح للسويد بالانضمام إلى التحالف الدفاعي.
ومن وجهة نظر السويد، فإن الإجراءات القانونية الجديدة ستفي بالتزاماتها المتبقية بموجب اتفاق وُقِّعَ العام الماضي لتمهيد الطريق للتصديق على عضويتها.
"حان الوقت"
بدوره، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بلسترم في مقابلة الأسبوع الماضي في ستوكهولم: "لقد أوفينا بما التزمنا به، وبالتالي فقد حان الوقت أيضاً لتركيا لبدء عملية التصديق"، وأضاف: "السويد أوفت بجميع أجزاء المذكرة".
من جانب آخر، يستمر الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022 في إعادة رسم المشهد الأمني في أوروبا، حيث انضمت فنلندا المجاورة إلى التحالف في أبريل/نيسان الماضي، رغم أن البلدين قد اتفقا في البداية على العمل على عملية الانضمام في خطوة واحدة.
إذا أصبحت السويد عضواً، فسيشمل توسع الناتو منطقة الشمال بأكملها، مع سيطرة الحلف على جزء كبير من بحر البلطيق الذي يُعد بوابة استراتيجية لروسيا.
وصدَّق جميع أعضاء الناتو الـ31، باستثناء اثنين على طلب السويد، ولا تزال حكومة السويد متفائلة بأنها قد تحصل على الموافقات المطلوبة من تركيا والمجر بحلول قمة الناتو التي ستُعقَد في فيلنيوس في منتصف يوليو/تموز المقبل.
ومع ذلك، قد يكون ذلك صعباً من الناحية العملية، في ظل تركيز أردوغان على تشكيل حكومة جديدة، في حين أن إعلان النية للموافقة على عرض السويد قد يكون خياراً، أصر بلسترم على أن طموحه هو الحصول على الموافقة الرسمية عندما يجتمع قادة الناتو في العاصمة الليتوانية.
الناتو يدعم السويد
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الخميس، إن القوانين السويدية القوية تظهر أن البلاد "تفي" بالتزاماتها، والتي "تسلط الضوء على أهمية التأكد من أن السويد تصبح عضواً في أقرب وقت ممكن".
وأضاف للصحفيين على هامش اجتماع لوزراء خارجية الحلف في أوسلو إنه سيتوجه إلى أنقرة قريباً.
في المقابل، أشارت تركيا إلى أنها تريد أن تكون قادرة على تقييم تنفيذ قانون الإرهاب الجديد قبل الالتزام بالتصديق عليه.
يحد القانون من الجهود التي بدأت في عام 2017، بعد أن خطف رجل أوزبكي شاحنةً وداهم بها شارع التسوق الرئيسي للمشاة في ستوكهولم، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص.
وشُدِّدَت القوانين تدريجياً منذ ذلك الحين، لكن حظر المشاركة استغرق وقتاً أطول؛ لأنه تطلب تغيير بنود حرية تكوين الجمعيات في دستور الدولة. وأقر البرلمان هذا الإجراء بأغلبية واسعة في مايو/أيار، رغم انتقادات من مجلس التشريع في البلاد.