شفق نيوز / كشف مدير الصحة في بلدية مدينة تسينغتاو الصينية بو تاو، اليوم السبت، أن المدينة تسجل نصف مليون إصابة بفيروس كورونا يومياً، وذلك في اعتراف "نادر" بأن الإحصاءات الرسمية لا تعكس واقع حجم الانتشار الجديد والواسع للوباء في البلاد، فيما قامت السلطات العليا بـ"حذف" الأرقام الواردة في المعلومات التي أوردها المسؤول الصحي.
وورد تصريح بو تاو، في مقال طالته الرقابة بسرعة، ونقلت واحدة من وسائل الإعلام التي يديرها الحزب الشيوعي الحاكم، الجمعة، 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن بو تاو، قوله: إن المدينة الواقعة في شرق البلاد تشهد "بين 490 ألفاً و530 ألف إصابة جديدة بكوفيد يومياً".
وأشار بو تاو، الذي نشرت تصريحاته في المقال، إلى أن المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة تشهد "مرحلة انتشار سريع للعدوى قبل اقترابها من الذروة"، وأضاف المسؤول نفسه أن معدل الإصابة يتسارع بنسبة 10% أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتناقلت وسائل إعلام عديدة أخرى المقال، الذي تم تعديله صباح يوم السبت، 24 ديسمبر/كانون الأول 2022، لإزالة الأرقام منه، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ويأتي الكشف عن هذه الأرقام الضخمة للإصابات، فيما أعلنت وزارة الصحة الصينية، السبت، 24 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن 4103 إصابات جديدة سُجلت يوم الجمعة، 23 ديسمبر/كانون الأول 2022 في جميع أنحاء البلاد، لكن ليست هناك وفيات.
وفي شاندونغ المقاطعة التي تقع فيها تسينغداو، لم تتحدث السلطات رسمياً سوى عن 31 إصابة محلية جديدة فقط، فيما تفرض الحكومة الصينية قيوداً صارمة على وسائل الإعلام في البلاد، مع رقابة شديدة على الإنترنت، مكلفة بإزالة أي محتوى يعد حساساً سياسياً.
وفي هذا الصدد أيضاً، قللت معظم وسائل الإعلام الحكومية من خطورة الموجة الجديدة لجائحة كورونا، وبدلاً من ذلك وصفت تغيير سياسة "صفة كوفيد" بأنه منطقي ومضبوط.
كانت الصين، ومع تزايد استياء السكان، قد تخلت مطلع الشهر الجاري عن الركائز الأساسية لسياستها الخاصة "صفر كوفيد" لاحتواء الوباء، وألغت إجراءات الإغلاق والفحوص والحجر وقيود السفر التي تؤثر كلها على الاقتصاد الصيني.
تسبب الانتشار الواسع لكورونا في جعل المدن الصينية تكافح للحد من ارتفاع الإصابات، الذي أدى إلى إفراغ رفوف الصيدليات، وامتلاء غرف المستشفيات، وكذلك مراكز إحراق الجثث.
لكن إلغاء هذه الإجراءات جعل من شبه المستحيل تتبع أعداد الإصابات، بينما غيّرت السلطات منهجها في تعريف الوفاة بسبب كوفيد، في خطوة يقول خبراء إنها تهدف إلى خفض الأعداد المتعلقة بالوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.
باتت حصيلة الوفيات لا تشمل سوى الأشخاص الذين ماتوا بسبب فشل الجهاز التنفسي المرتبط بفيروس كورونا مباشرة.
من جانبها، توقعت حكومة مقاطعة جيانغشي (شرق) في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن يصاب 80% من سكانها – أي نحو 36 مليون شخص – بالفيروس حتى مارس المقبل.
أضافت حكومة جيانغشي أن أكثر من 18 ألف مصاب بكوفيد تم إدخالهم إلى المستشفيات الكبرى في المقاطعة في الأسبوعين الأخيرين حتى الخميس الفائت، بما في ذلك نحو 500 حالة خطيرة، ولكن لم تسجل وفيات.