شفق نيوز / كشف رئيس جمعية نقل الركاب في جزيرة أرواد التابعة لمحافظة طرطوس السورية، خالد كاخية، الذي كان بين الباحثين عن ناجين، تفاصيل "رحلة الموت" على القارب اللبناني الغارق قبالة طرطوس، وفق شهادات ناجين.
وقال كاخية، لوكالة "سبوتنيك" شارك في عملية البحث والإنقاذ 30 زورقاً من جزيرة أرواد، كان على متن كل زورق 10 أشخاص من أهالي الجزيرة، الذين خبروا البحر والنزول إليه في ظل الظروف المناخية السيئة والتعامل مع الأمواج العالية خلال عمليات الإنقاذ.
وتابع: "مشهد موجع جداً أن ترى جثثاً تطفو على سطح البحر لأشخاص فقدوا فرصة البقاء على قيد الحياة، بعدما كانوا يعتقدون بأن الحياة تنتظرهم على بعد ساعات قليلة على الضفة الأخرى للبحر المتوسط"، بهذه العبارة يلخص الألم الذين كانوا يشعرون به وهم ينتشلون الجثث من المياه.
وأضاف كاخية: كنا عندما نشاهد جثة أو غريق لا يزال حياً، نقترب منه حيث كان ينزل أربع أو خمسة منا إلى المياه ويقومون بحمل الغريق أو الجثة ورفعه باتجاه القارب، عن طريق السلم الموجود على طرف القارب، حيث كان عدد مماثل يقوم بسحبه إلى داخل القارب".
ونقل خاكية خلال الطريق بين جزيرة أرواد ومدينة طرطوس عن ثلاثة ممن جرى انقاذهم وكانت حالتهم جيدة، عندما سألناهم عما حدث معهم خلال الرحلة، قولهم إنهم كانوا "نحو 150 شخصاً صعدوا على متن قارب لبناني، وانطلقوا من لبنان الثلاثاء الماضي وكانت وجهتهم (قبرص)"، هنا يستدرك خاكية قوله: "أحدهم كان يعتقد أن وجهتهم (إيطاليا)".
واستطرد رئيس جمعية نقل الركاب في جزيرة أرواد نقلا عن أولئك الناجين من الموت: وبعد إبحار القارب بساعتين، حدث عطل في المحرك، كان يتعطل قليلاً ثم يعمل، الأمر الذي أثار خوف بعض الركاب فطلبوا من سائق القارب العودة إلى لبنان... إلا أنه رفض وطمأنهم بأن الأمور ستكون على ما يرام".
وأضاف خاكية، حسب ما روى له الناجون: بعد مضي أربع ساعات على الإبحار من شواطئ لبنان، توقف المحرك عن العمل بالكامل، وبات القارب في عرض البحر تتلاعب فيه الأمواج العالية والرياح الشديدة، وبعد وقت قصير جاء زورق وأخذ سائق القارب وترك الركاب يواجهون مصيراً مجهولاً، ما أثار الذعر بين الركاب الذين كان نصفهم على سطح القارب والآخر في الداخل.
يرجح كاخية من خبرته الطويلة في البحر أن تكون وجهة القارب كما قال بعض الناجين هي قبرص لأن مكان غرقه كان على بعد 15 كم قبالة شاطئ طرطوس، وهذه الطريق باتجاه قبرص.
وأكد كاخية أن بقايا القارب الذي غرق قد دفعتها الأمواج والرياح الشديدة باتجاه شاطئ مدينة طرطوس، مبيناً أنه شبيه بالقوارب الموجودة في جزيرة أرواد، وهي مصممة لحمولات صغيرة ولا تستطيع حمل أكثر من 50-60 شخصاً على متنها.