شفق نيوز/ كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية، يوم الثلاثاء، عن خطة لإرسال جنود سابقين من القوات الخاصة البريطانية لبناء مناطق "مغلقة خالية" من حركة حماس في قطاع غزة، بالتعاون مع ائتلاف شركات أمنية يضم شركة أمريكية "سيئة السمعة" عملت في العراق.

وذكرت الصحيفة أن المقترح يتضمن مشاركة إسرائيل مع شركات عسكرية خاصة لإنشاء مناطق آمنة لتسليم المساعدات والمساعدة في إعادة إعمار القطاع المدمر جراء الحرب.

ووفقاً لعدة مواقع إخبارية إسرائيلية، من المتوقع أن يفوز مردخاي موتي كاهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي-الأمريكي الذي يدير شركة التوصيل العالمية "GDC"، بعقد قيمته 154 مليون جنيه إسترليني.

وقال كاهانا إن الشركة تنوي تقسيم القطاع إلى سلسلة من "الفقاعات" و"المناطق المغلقة" الخالية من حماس، مع تولي شركته وشركة أمنية بريطانية تستخدم جنوداً سابقين من القوات الخاصة البريطانية للإشراف على الحركة في هذه المنطقة.

وتحدث كاهانا للإعلام الإسرائيلي هذا الأسبوع قائلاً "هؤلاء هم جنود القوات الخاصة البريطانية. إنهم يعرفون ما يقومون به. هؤلاء أشخاص قاتلوا الإرهاب طوال حياتهم".

وأضاف "إذا حدث أي شيء، فإننا سنبلغ سكان غزة بهذه الرسالة: أنتم لا تريدون التورط معنا. وسوف يفهمون أن قائداً جديداً قد وصل إلى المدينة".

وأوضح كاهانا، الذي بدأ حياته المهنية في نيويورك كسائق سيارة أجرة، إنه لن يذكر اسم شركة الأمن البريطانية المعنية حتى يتم توقيع الصفقة.

لكن من المعروف أن شركة "GDC" عملت سابقاً مع شركة "كونستيليس"، الشركة الأمريكية التي سيطرت على شركة "بلاك ووتر"، وهي شركة مرتزقة سيئة السمعة عملت في العراق.

يشار إلى أن شركة "بلاك ووتر" للخدمات الأمنية والعسكرية الخاصة، غيّرت اسمها إلى "إكس إي سيرفيسز" بسبب ما لحقها من فضائح بعد الاحتلال الأميركي للعراق. وعادت في العام 2011، وغيرت اسمها مرة أخرى إلى "أكاديمي" بعدما استحوذت عليها مجموعة شركات منافسة، ثم ضمت لمجموعة "كونستيليس القابضة.

كما تم إدراج شركة "كونستيليس" كشريك رسمي على موقع "GDC" على الإنترنت، وعملت الشركتان معاً في أوكرانيا. وتمتلك "كونستيليس" مجموعة "أوليف"، وهي واحدة من أكبر شركات الأمن الخاصة العسكرية في بريطانيا.

وقالت "GDC" في بيان إنها أجرت ومقاولها الفرعي مناقشات مكثفة مع الحكومة الإسرائيلية بما في ذلك وزارة الدفاع وقوات الدفاع الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء بشأن أشكال هذه المبادرة.

يُذكر أن إسرائيل حاولت منذ نحو ستة أشهر إشراك شركات عسكرية خاصة في غزة، وقد انسحبت العديد من المنظمات غير الحكومية أو قيدت عملياتها بشكل كبير، بعد تعرض قوافل المساعدات والمستودعات والملاجئ لهجمات.

كما اضطرت الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الدولية إلى تقليص نشاطها الإنساني في القطاع بسبب شدة القتال هناك.

ومع توقف المساعدات في شمال غزة تقريباً لمدة أسبوعين في أكتوبر، تعرضت إسرائيل لضغوط دولية هائلة للتحرك.

مع ذلك، فإن فكرة العمل مع كاهانا والمرتزقة بشكل عام ستنطوي على تكاليف ومخاطر ضخمة بحد ذاتها.

وكان كاهانا قد كتب على صفحته في منصة "أكس" في وقت سابق "الإرهابيون سيواجهون الرصاص".

وفي رده على أسئلة من "دروب سايت نيوز" حول المجتمعات المغلقة التي يأمل في إنشائها، أضاف كاهانا أنها ستكون "مشابهة لميامي، ولكن دون ملعب جولف أو مسبح".

وأضاف "لن تكون غيتو. يمكنهم الدخول والخروج في أي وقت، ولكن الهدف هو إنشاء مجتمعات آمنة ومستقرة بقيادة وحكومة محلية فلسطينية".