شفق نيوز/ أعلنت الرئيسة المشتركة لهيئة الداخلية، لشمال وشرق سوريا، الأربعاء، عودة الحياة إلى طبيعتها، في مدينتي القامشلي والحسكة، بعد أيام من التوترات الأمنية، كما قررت السماح بدخول المواد إلى مناطق تواجد قوات النظام السوري في المدينتين.
وتسيطر الإدارة الذاتية التي يقودها الكورد على محافظة الحسكة، فيما تسيطر الحكومة السورية على المطار الدولي وأحياء داخل مدينتي الحسكة والقامشلي إلى جانب قرابة 40 قرية في الريف الجنوبي والشرقي لمدينة القامشلي.
وشددت قوات الامن الداخلي- الاسايش- إجراءاتها الأمنية في محيط المربع الأمني بمدينة الحسكة إثر تصاعد التوتر بين الطرفين على خلفية فرض قوات الحكومة حصاراً على مناطق وأحياء ذات غالبية كوردية في حلب.
وقالت سمر حسين الرئيسة المشتركة لهيئة الداخلية- وزارة الداخلية- لوكالة شفق نيوز، "شهدت مدينتا قامشلو والحسكة مؤخراً توتراً أمنياً جرّاء ماقامت به ميليشيا الدفاع الوطني المرتبطة بالحكومة السورية من مشاكل كان أبرزها القيام بالعديد من الاعتقالات بحق الشبان إضافة إلى المحاولات المستمرة لاستفزاز الأسايش من خلال إطلاقهم النار على الحواجز ودفع بعض المدنيين الموالين لهم للتظاهر والذين كان معظمهم موظفون لدى الحكومة السورية".
ومليشيا الدفاع الوطني هي قوى شعبية من أبناء بعض العشائر العربية الموالية للحكومة السورية، وهي تواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات عديدة بحق المواطنين في مناطق تواجدها بمدينتي الحسكة والقامشلي.
وأضافت حسين أن تلك الميليشيا "تعمدت إلى دفع المتظاهرين إلى حواجزنا واستخدامهم كدروع بشرية بهدف إسالة الدماء واتهام الأسايش بذلك، كما حصل قبل عدة أيام عندما قُتِل شخص وجرح أربعة آخرون برصاص الدفاع الوطني إلا أنه سرعان ما كشفت مقاطع الفيديو التي نُشِرت أن القتيل عنصر أمن لدى الحكومة السورية وباللباس العسكري وأحد الجرحى عسكري باللباس المدني وجاء هذا عكس ماروجت له وسائل إعلام دمشق بأن القتيل مدني، حيث كان الدفاع الوطني قد عمل مؤخراً على ارتداء الثياب المدنية في المظاهرات لتحقيق مآربه الخبيثة"، حسب قولها.
وأضافت "نؤكد بأن الاسايش من غير الممكن تحت أي ظرف أن توجه أسلحتها نحو المدنيين، كيف وهي القوى المسؤولة منذ تأسيسها عن الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة؟
وتقول سمر حسين الرئيسة المشاركة لهيئة الداخلية في الإدارة الذاتية، "إن الحكومة السورية بدأت بافتعال المشاكل منذ عدة أشهر بحصارها مناطق الشهباء وبعض الأحياء الكوردية في حلب ومنعت وصول المواد الغذائية والدوائية وحتى المحروقات، وقد وصل بها الأمر إلى منع الحالات الإسعافية من دخول مدينتي حلب ودمشق بقصد المعالجة وكانت الأحداث في مناطقنا مؤخراً استكمالاً لذلك، ومع كل محاولات الدفاع الوطني ومساعيه لخرق الأمن ورفع التوتر حافظت قوى الأمن الداخلي على هدوئها وعلى ضبط النفس وعدم التصعيد وخير مثال على ذلك مبادرة الأسايش مؤخراً بالسماح بدخول جميع المواد إلى المربعات الأمنية بغية خفض التوتر والحفاظ على الدم السوري".
ونوهت إلى "أنه حتى قبل مبادرة الأسايش كان جميع الساكنين في المربعات الأمنية يتنقلون بسهولة ويجلبون كل مايحتاجونه دون أي قيود".
وأضافت "من هنا نناشد ونهيب بجميع أبناء شعبنا- على اختلاف مكوناته وانتماءاته- اليقظة وعدم الانجرار وراء محاولات الفتنة التي تستهدف وحدة وتلاحم المكونات في شمال شرق سوريا وبالأخص المكونين الكوردي والعربي، ونؤكد بأن قوى الأمن الداخلي الأسايش ستبقى مستمرة في أداء مهمتها في توطيد الأمن والاستقرار داخل مناطقنا، حيث أن سلامة أي مواطن كائناً من كان هو من أولويات عملنا ولن نسمح لأي جهة بالمساس بها".
ولم تنجح مساعي روسيا بخفض التوتر المتصاعد بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية في المنطقة حتى اللحظة وسط تصعيد الاسايش من إجراءاتها الأمنية حول مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وتشهد مدينتي القامشلي والحسكة حالة من التوتر بين قوات الاسايش وقوات الحكومة السورية على خلفية اعتقالات متبادلة بين الطرفين منذ نهاية العام الماضي.