قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إنه من المرجح أن تمارس الولايات المتحدة وشركاؤها ضغوطا على إيران إذا استغلت المحادثات التي تستأنف في فيينا الاثنين، كذريعة لتسريع برنامجها النووي.
وقال مالي في مقابلة مع بي بي سي ساوندز: "إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها ثم تعود وتقول إنها تريد شيئا أفضل، فلن ينجح ذلك. وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما لدينا لعدم حدوث ذلك".
وقال مالي الذي يرأس وفد التفاوض الأميركي: "إذا كان هذا هو موقف إيران، وهو محاولة استخدام المفاوضات كغطاء لتعجيل البرنامج النووي، وكما أقول، التباطؤ في المحادثات النووية، فسيتعين علينا الرد بطريقة لا نفضلها".
وأضاف: "يجب ألا يتفاجأ أحد إذا كان هناك ضغط متزايد على إيران في هذه المرحلة".
وقال: "نأمل ألا نصل إلى ذلك، ولكن إذا حدث ذلك، فسيتعين زيادة الضغط لنبعث رسالة إلى إيران مفادها أن خيارها خطأ. وأن لديها مسارا مختلفا، لكنه ليس مسارا مفتوحا إلى أجل غير مسمى لأن برنامج إيران النووي يعرض أصل الاتفاق الذي تم التفاوض عليه (في عام 2015) للخطر".
وقد وصل كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إلى فيينا قبل استئناف المفاوضات المقرر الاثنين، لإحياء اتفاق 2015 بين طهران والقوى الدولية.
وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية: "وصل مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، علي باقري كني، اليوم السبت، على رأس وفد إيراني إلى العاصمة النمساوية فيينا للمشاركة في الجولة الجديدة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي".
ومن المقرر أن تُستأنف المحادثات المتوقفة منذ يونيو الاثنين في العاصمة النمساوية بين طهران من جهة وألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا من جهة أخرى، لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.
ومن المنتظر أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر.
وكان من المفترض أن يقيّد الاتفاق بشكل جذري برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض العقوبات متهمة طهران بالسعي لامتلاك أسلحة ذرية تحت ستار برنامج نووي مدني. وتخلت طهران إثر ذلك تدريجيا عن التزاماتها الواردة في النصّ.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، أن التوصل إلى اتفاق "فوري" ممكن إذا "كانت الأطراف الأخرى مستعدة للعودة إلى التزاماتها كاملة ورفع العقوبات".
كما كرر الدعوة إلى "ضمانة جدية وكافية" بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الاتفاقية.
واتهمت طهران، الجمعة، الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسؤولة عن مراقبة برنامجها النووي، بمعاملة تمييزية بعد أيام من استقبال مديرها العام رافاييل غروسي.