شفق نيوز/ يعيش بقضاء ألانيا التابع لولاية أنطاليا جنوبي تركيا 312 ألف نسمة، ويظهر "سجلات النفوس المعتمدة على العناوين" أن31 ألف و500 أجنبي من 82 دولة يعيشون فيها.

تعد مدينة ألانيا أحد أهم الوجهات السياحية في تركيا لما تتمتع به من طبيعة ساحرة ونسيج تاريخي مميز، كما تشتهر بكثرة عدد الأجانب المقيمين بها.

وأدت زيادة أعداد الأجانب المقيمين بألانيا إلى استحداث أنظمة جديدة في خدمات البلدية، منها تأسيس مجلس الأجانب بالمدينة ويتبع للبلدية.

ومهمة المجلس النظر في طلبات ومشاكل الأجانب المقيمين في المدينة، ويضم 25 عضواً أغلبهم من دول روسيا وألمانيا وبولندا والدول الاسكندنافية.

وتتولى البلدية حل المشاكل التي يرفعها المجلس إليها.

وفي مقابلة مع الأناضول قال أحمد مراد يوجل رئيس بلدية ألانيا إن الناس يشعرون بسعادة من العيش بالمدينة التي تعد من أهم المدن في تركيا.

وأضاف أن المدينة كانت ميناء رئيسية في عهد الدولة العثمانية والعاصمة (الشتوية) في عهد السلاجقة وأهم المدن السياحية في تركيا في عهد الجمهورية.

ولفت يوجل أن المدينة تضم أديانا ولغات وحضارات مختلفة حيث يقيم بها اليوم حوالي 31 ألف و500 أجنبي يعيشون في سعادة مندمجين مع السكان المحليين من الأتراك.

وأشار أن مجلس الأجانب الذي يعقد اجتماعاً مرة على الأقل كل شهر يعمل منذ 15 عاماً على حل أزمات الأجانب المقيمين في المدينة، وعلى مساعدتهم على إحياء ثقافاتهم والاندماج مع السكان.

وأوضح يوجل أنهم لا ينظرون إلى المقيمين في المدينة على أنهم أجانب بل "سكان ألانيا الجدد" وأن إدارة المدينة تسخر كل إمكاناتها من أجل أن يتمكن هؤلاء من الاستفادة من الحياة الاجتماعية والثقافية للمدينة.

وأضاف أن هدفهم الأكبر هو خدمة البلاد والشعب والضيوف الأجانب، مشيراً أن المقيمين الأجانب يشكلون 10 بالمائة من سكان المدينة ويزدادون يوماً بعد يوم.

 

وتابع "في فصل الصيف يصل عدد سكان مدينتنا من 800 ألف إلى مليون نسمة، وهذا عدد يفوق عدد سكان الكثير من الولايات في تركيا".

عبد الله قارا أوغلو رئيس مجلس الأجانب بألانيا قال إن المدينة تتميز عن باقي المدن في تركيا ببحرها وثقافتها وجغرافيتها والأجانب المقيمين بها.

وأضاف أن ألانيا مدينة نموذجية يعيش سكانها في أمان وتكاتف وينعمون بالديمقراطية ويمكن أن تُعد مثالاً يحتذى به في العالم.

وتابع "المقيمون هنا يرغبون في أن يتم دفنهم هنا أيضاً بعد مماتهم وهذا حقهم؛ لذلك تم تخصيص مقابر مجانية للأجانب المقيمين بمساحة ألفي متر نظراً لامتلاء المنطقة المخصصة مسبقاً التي تضم 300 قبر".

كما أشار الى أنه تم إنشاء سوق نويل في المدينة يقيم فيه الأجانب فعاليات ثقافية كما يتم توفير دخل بهدف مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولفت أن المدينة تضم عدداً من الشركات الأجنبية والمقيمين الأجانب فيها ليسوا جميعاً من المسنين المتقاعدين.

وقالت البولندية آنا ماريا بيليكا إنها تعيش في المدينة منذ 11 عاماً وإنها زارت تركيا مع عائلتها عام 2004 وأعجبت كثيراً بها فقررت بعد ذلك العيش فيها.

وأضافت أنها تلقت تعليمها وبدأت في العمل كمرشدة سياحية في تركيا عام 2007، عقب تخرجها من الجامعة عملت كمحاضِرة في جامعة "حمد الله أمين باشا" في ألانيا.

وأشارت أن ألانيا مدينة عالمية وأنها لا تشعر بالغربة فيها.

وأوضحت أن منزلها وعائلتها وكل أصدقائها يقيمون في ألانيا وأنها لا تواجه أي صعوبة في حياتها بالمدينة بل على العكس، فإنها تمارس شعائر دينها وثقافتها بكل حرية.

واستطردت "هنا منزلي ومكان عملي. أرغب في البقاء في ألانيا، ولا أفكر في الذهاب إلى أي مكان آخر".