شفق نيوز/ قال مسؤولون امريكيون، إن كبار القادة العسكريين الروس أجروا محادثات مؤخرا لمناقشة متى وكيف يمكن أن تستخدم موسكو سلاحا نوويا تكتيكيا في أوكرانيا وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين القول إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن جزءا من المحادثات التي أجريت على خلفية الخطاب النووي الروسي المكثف والهزائم التي مني بها الجيش الروسي مؤخرا في أوكرانيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "تلك المناقشات أثارت قلق الولايات المتحدة لأنها أظهرت مدى إحباط الجنرالات الروس من إخفاقاتهم على أرض المعركة وكذلك أعطت مؤشرات أن تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية قد لا تكون مجرد أقوال".
ومع ذلك، قال المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا أي دليل على أن الروس كانوا ينقلون أسلحة نووية أو يتخذون إجراءات تكتيكية أخرى للتحضير لضربة.
ولم يصف المسؤولون الأميركيون السيناريوهات المتوقعة التي ناقشها القادة العسكريون الروس لاستخدام الأسلحة النووية.
ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي التعليق على ما أوردته الصحيفة، لكنه أشار إلى أن "تعليقات روسيا حول الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية تثير قلقا عميقا، ونحن نأخذها على محمل الجد".
وأضاف أن واشنطن "تواصل المراقبة، ولا ترى أي مؤشرات على أن روسيا تقوم باستعدادات لمثل هذا الاستخدام.
ويقول خبراء عسكريون إن استخدام سلاح نووي، لأول مرة منذ أكثر من 75 عاما، سيغير بشكل أساسي شكل الحرب. وعلى الرغم من أن الدمار الناتج سيعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك حجم السلاح وسرعة واتجاه الرياح، إلا أن انفجارا نوويا صغيرا قد يتسبب في مقتل الآلاف ويجعل أجزاء من أوكرانيا غير صالحة للسكن.
وفي حين أن خطر حدوث مزيد من التصعيد لا يزال مرتفعا بشكل مقلق، يقول مسؤولو البيت الأبيض وحلفاء الولايات المتحدة إن الاتصالات الهاتفية التي أجريت مع الروس أواخر الشهر الماضي ساعدت في تخفيف بعض التوترات النووية.
ووفقا لبعض المسؤولين، فقد أسهم خطاب بوتين يوم الخميس الماضي، والذي نفى فيه استعداد موسكو لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا، في خفض درجة التوتر بشكل كبير.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي القول إن الحلفاء ينظرون إلى الخطاب على أنه جزء من نمط بوتين المعتاد لتأجيج التوترات، ومراقبة ردود الفعل الغربية السياسية والشعبية، ومن ثم اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر الأسبوع الماضي من أن استخدام روسيا لسلاح نووي سيكون "خطأ فادحا هائلا". وجاءت تحذيرات بايدن بعد ادعاء موسكو إن أوكرانيا تعد "قنبلة قذرة"، الأمر الذي نفته كييف ودول غربية.
وتتكون القنبلة الإشعاعية أو "القنبلة القذرة" من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة تنتشر غبارا عند الانفجار.
ووجهت موسكو هذه الاتهامات خلال محادثات هاتفية بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظرائه الأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي، مشيرا إلى "استفزازات محتملة من جانب أوكرانيا باستخدام قنبلة قذرة".
ورفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك المزاعم الروسية "الكاذبة".
وجاء في بيان مشترك لهذه الدول أن "العالم لن يكون غبيا إذا جرت محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة للتصعيد".