شفق نيوز/ اشترط المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء، تعاون بلادهما مع الحكومة السورية الجديدة بمدى التزامها بحقوق الإنسان الأساسية، فيما أعربت منظمة "كاريتاس" عن نيتها تقديم مساعدات أكثر لسوريا بعد سقوط الأسد.

ذكر بيان للحكومة الألمانية بعد اتصال هاتفي بين شولتس وماكرون أنهما مستعدان للتعاون مع فصائل المعارضة السورية التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد لكن بموجب شروط معينة، بحسب موقع "DW عربية" الألماني.

ورحب قائدا أكبر قوتين في الاتحاد الأوروبي برحيل الأسد الذي تسبب في "معاناة مروعة للشعب السوري وألحق أضرارا كبيرة ببلاده".

وجاء في البيان أن "شولتس وماكرون اتفقا على الاستعداد للتعاون مع الحكومة الجديدة وفقاً لالتزامها بحقوق الإنسان الأساسية وحماية الأقليات من الأديان والأعراق المختلفة".

وأشار البيان إلى أن حكومات من أنحاء العالم تسعى إلى وضع تصور لعلاقات جديدة مع "هيئة تحرير" الشام الفصيل المهيمن حالياً في سوريا والتي كانت متحالفة في الماضي مع تنظيم القاعدة ومصنفة منظمة إرهابية لدى كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والأمم المتحدة.

وذكر البيان أن شولتس وماكرون اتفقا على التعاون لتعزيز مشاركة الاتحاد الأوروبي في سوريا بما في ذلك دعم عملية سياسية شاملة في سوريا، كما سيبحثان سبل المضي قدما بالتنسيق الوثيق مع الشركاء في الشرق الأوسط.

بدورها أعربت منظمة "كاريتاس" الدولية الإغاثية عن تفاؤلها إزاء إمكانية تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال متحدث باسم المنظمة في مدينة فرايبورغ الألمانية رداً على استفسار "هناك عوز كبير في إدلب على وجه الخصوص، حيث يعيش العديد من النازحين داخلياً في ظل أحلك الظروف".

وقال مدير المنظمة أوليفر مولر، إن هناك حاجة إلى إعادة بناء البنية التحتية لإمدادات المياه والطاقة، مطالباً بإعادة النظر في العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، حتى يمكن جعل العمل الإنساني أكثر كفاءة.

وأوضح أن هذا من شأنه أن يجعل التحويلات المصرفية أسرع وأكثر أمانا للمنظمات غير الحكومية مثل كاريتاس.

وذكرت "كاريتاس" الدولية أنه إلى جانب إعادة الإعمار، من المهم حماية حقوق الإنسان وضمان سلامة السكان المدنيين.

وبحسب البيانات يعتمد أكثر من 15 مليون شخص في سوريا على المساعدات الإنسانية. وذكرت المنظمة أن 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.

وتدعم المنظمة -بحسب بياناتها- الأسر السورية داخل سوريا منذ سنوات بالتعاون مع شركاء محليين، على سبيل المثال من خلال إمدادهم بالمواد الغذائية ومنتجات النظافة والملابس والأغطية.

وفي العام الماضي، ساعدت "كاريتاس" الدولية 7,4 مليون شخص من المعوزين حول العالم بمبلغ 110 ملايين يورو، بما في ذلك في أوكرانيا وقطاع غزة.