شفق نيوز/ أفاد موقع "DW عربية" الألماني، يوم الثلاثاء، بأن قوة من الشرطة كانت مكلفة بنقل مجرم لبناني خطير وعضو في عصابة إجرامية، وترحيله إلى بلده، إلا أن العملية سارت بشكل مغاير حيث قامت العصابة بمطاردة الشرطة في محاولة لتهريب زميلهم، مما تطلب تدخل قوة أمنية خاصة لإتمام المهمة.
وقال الموقع الألماني "في قصة دراماتيكية أشبه بقصص أفلام هوليوود، حاول أفراد من عصابة عربية في برلين عرقلة ترحيل أحد أعضائها إلى لبنان، باستخدام سيارات سريعة وسيارات دفع رباعي".
وذكر أنه "عشائر عربية" إجرامية في برلين قامت باستفزاز الشرطة بشكل متهور لاختبار قوتها، بحسب مصادر أمنية ألمانية، فقد تم مؤقتاً منع ترحيل عضو خطير ومدان من العصابة باستخدام سيارات سريعة وقوية، كما أظهرت تحقيقات لموقع "فوكوس أونلاين".
ولم تنشر شرطة برلين الحادث حتى الآن، وحسب القانون، فإن نقل المعتقلين المرحلين إلى المطار يقع ضمن مسؤولية شرطة الولاية، وقبل نحو شهرين، تولت مديرية الشرطة الرابعة في برلين، ضمن القسم 44، مسؤولية ترحيل عضو العصابة.
وفي مركز الشرطة في شارع "تسفيكاور دام"، المسؤول من بين أمور أخرى عن الجزء الجنوبي من حي نويكولن، أخرج الضباط عضو العصابة المولود في لبنان من زنزانته واقتادوه إلى سيارة مدنية، وكان الهدف من الرحلة هو مطار برلين - براندنبورغ في شونيفيلد، والذي يبعد مسافة 11.3 كيلومتراً، وكانت مديرية الشرطة الرابعة قد نفذت هذه المهمة عدة مرات في الماضي.
المدان أنذر عصابته فسارت الأمور بشكل مختلف تماماً، إذ سمح الضباط له بإجراء بضع مكالمات هاتفية من هاتفه المحمول، وهو أمر معتاد للاتصال بالأهل والزوجات والأطفال.
ووفقاً للتحقيقات، أنذر عصابته عبر سلسلة من المكالمات الهاتفية، شكا لهم أولاً ثم أمرهم بإخراجه من سيارة الشرطة، ولم يتمكن الضباط من فهم نداء الاستغاثة بسبب عدم معرفتهم باللغة العربية، لكن بعد دقائق قليلة، أدركوا أن هناك عملية تهددهم قيد التنفيذ، بحسب ما نقل موقع "فوكوس أونلاين".
واقتحمت شاحنات وسيارات دفع رباعي قوية الموكب الصغير للشرطة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قامت سيارات الدفع الرباعي بقطع اثنين من التقاطعات وطريقين باتجاه المطار، وأوقفت سياراتها بشكل عرضي وسحبت المفاتيح.
"ما كان ينقص فقط هو أن يطلق أفراد العصابة النار"، يقول متابع للقضية، مشيراً إلى أنه "في فرنسا، قام مجرمون قبل أيام في حالة مماثلة بإطلاق النار على رجال الشرطة وقتلهم".
وفي إحدى الشاحنات، كما قال ضابط في شرطة برلين لموقع "فوكوس أونلاين"، وضع أفراد العصابة طفلين لمنع استخدام الشرطة لمركبات الإخلاء الثقيلة.
وفي هذه الأثناء، ووفقاً لخطة الطوارئ في حالات الترحيل، كانت مديرية الشرطة الرابعة قد أنذرت الشرطة الاتحادية، المسؤولة عن الجزء الأخير من عمليات الترحيل.
وفرقة الشرطة الاتحادية التي تضم 55 ألف عضو وصلت بفريق دعم قوي، وهي القوة التي تمتلك إلى جانب الوحدة الخاصة "GSG 9" فرق أخرى للاستجابة للطوارئ، "حتى العصابات تحترمنا"، يقول أحد أعضاء الفريق.
وفي النهاية توقفت العصابة عن قطع الطرق، فتم نقل عضو العصابة إلى سيارة الشرطة الاتحادية.
وبعد ذلك حاولت مركبات العصابة اختراق المطار بمجرد أن انطلقت الشرطة الاتحادية باتجاه المطار، زادت أيضاً مركبات العصابة من سرعتها، وفي مسافات قريبة للغاية، تبعوا سيارات الشرطة، ووصلت الأمور إلى مرحلة جديدة من التصعيد.
وحصلت الشرطة على معلومات تفيد بأن أصدقاء المعتقل قرروا بسرعة استخدام سياراتهم الثقيلة للدخول إلى أرض المطار وعرقلة طائرة الترحيل، وهو تصعيد جديد دراماتيكي في الصراع بين العشائر العربية الإجرامية والشرطة.
أفراد العصابة وقفوا عند السياج الأمني عند وصولهم إلى شونيفيلد، وتمكنت الشرطة الاتحادية من التخلص من ملاحقيها بشكل مؤقت واستخدام مدخل مؤمن لنقل المعتقل إلى نقطة الترحيل، وبقي أفراد العصابة بسياراتهم لفترة من الوقت عند السياج الأمني، ومن غير المعروف حالياً ما إذا كانوا سيحاسبون على عرقلة المرور والمطاردة الخطيرة نحو المطار.
موقع "فوكوس أونلاين" قد طلب من المكتب الصحفي المركزي لشرطة برلين معلومات وتعليقاً حول هذه الحادثة عبر البريد الإلكتروني في 21 آيار/ مايوالجاري، وحتى مساء الأحد، لم يتم الرد، وقال مصدر مطلع للموقع "هل كنتم تتوقعون فعلاً أن تصف الشرطة لكم بكل صراحة كيف تستخف العصابات بالشرطة؟".