شفق نيوز/ كشفت السلطات الصحية الإماراتية، أن لقاح سينوفارم الصيني المضاد لفيروس كورونا لم يثبت فاعليته في تحصين متلقيه من الإصابة بالفيروس، فيما بدأت بإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح لمن تعاطوا جرعتين منه.
وذكرت صحيفة وول سيترت جورنال الأميركية، أن السلطات الصحية في الإمارات بدأت بإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح الصيني لبعض سكانها، بعدما قال الأطباء إنَّ هذا اللقاح لم يُنتِج أجساماً مضادة كافية في بعض الحالات.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة G42 Healthcare، التي نسَّقت المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح سينوفارم في الإمارات ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، قالت إنَّ "مجموعة محددة من الأشخاص سيُمنَحون جرعة ثالثة لمراقبة استجابة الجهاز المناعي" ضمن دراسة علمية.
لكن الشركة رفضت الكشف عن أسباب إعطاء هذه الجرعة الثالثة وعدد الأشخاص المشمولين، وأحالت أسئلة الصحفيين إلى السلطات الصحية الإماراتية، التي بدورها لم ترد على العديد من الطلبات للتعليق.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإماراتية للشؤون الصحية الدكتورة فريدة الحوسني، إنَّ بعض الأشخاص تلقوا جرعة ثالثة مُعزِزَة من اللقاح، مشيرة إلى أنَّ "العدد ضئيل للغاية" مقارنة بعدد الذين تلقوا الجرعتين الأولى والثانية.
وقال 8 أشخاص في أبو ظبي، إنهم حُقِنوا بجرعة ثالثة من اللقاح الصيني، بعد استدعاء خدمات الصحة العامة لهم في الأسابيع الأخيرة، وكانوا جميعاً موظفين أو متعاقدين لدى جهات حكومية في الإمارات.
وأشار هؤلاء إلى أنهم لم يشاركوا في أية دراسة علمية، ولم يخضعوا لفحوصات للكشف عن الأجسام المضادة، وصرح أحدهم: "لم أحصل على أي سبب أو تفسير عند استدعائي. طُلِب مني فقط الحضور لأخذ جرعة مُعزِّزَة".
من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية في تجربة لقاح سينوفارم، الدكتورة نوال الكعبي، في رسالة قصيرة رداً على استفسار حول الجرعات الثالثة: "إنها ليست رسمية ولا تُنفَذ وفق روتين حكومي".
كذلك قال طبيبان في الإمارات إنَّ بعض متلقي لقاح سينوفارم من بين مرضاهم وزملائهم أظهروا استجابة ضئيلة أو معدومة من حيث مستوى الأجسام المضادة المُطوَّرة بعد الجرعة الثانية، وليس من الواضح إلى أي مدى تقيس اختبارات الأجسام المضادة الاستجابة الكاملة لجهاز المناعة للقاح.
بدوره، قال الدكتور سانديب بارجي، اختصاصي أمراض الرئة في مستشفى Aster بدبي، إنَّ تطبيق الجرعة الثالثة من سينوفارم "لم يحدث وفق سياسة وطنية حتى الآن"، وأُعطِيَت هذه الجرعة في البداية للأشخاص الذين يعانون من اعتلالات متعددة، أو لم يطوروا أجساماً مضادة كافية بعد أول جرعتين.
وأضاف بارجي أن "الوقت الأمثل للحصول على الجرعة الثالثة هو بعد ستة أشهر من الجرعة السابقة، حين تميل الأجسام المضادة المُطوَّرة بعد التطعيم إلى التراجع قليلاً".
وفي كانون الأول الماضي، حذَّر مسؤولو الصحة في الإمارات، في اجتماع مُغلَق مع الشركات الحكومية، من أنه قد تكون هناك حاجة إلى إعطاء جرعة مُعزِّزَة ثالثة من اللقاح الصيني لأولئك الذين لا يطورون استجابة مناسبة من الأجسام المضادة بعد الجرعتين الأولى والثانية، حسبما كشف أشخاص كانوا حاضرين.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه لم تُنشَر النتائج المُفصَّلة لمراجعة النظراء الخاصة بالمرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح سينوفارم الصيني، وهذا على عكس نشر نتائج الدراسات الكاملة للقاحات فايزر-بيونتيك الأميركي الألماني، وأسترازينيكا البريطاني السويدي، وموديرنا الأميركي، وسبوتنيك V الروسي، وجونسون آند جونسون الأميركي.