شفق نيوز/ اعلن في كل من باريس ولندن عن اتفاق مشترك من اجل توحيد الجهود للتصدي لتدفقات المهاجرين عبر القنال البحري الإنجليزي نحو بريطانيا، والتي بلغت رقما قياسيا في العام الحالي، وصل الى 40 الف شخص، بينهم عراقيون وإيرانيون وافغان وألبان.
وبينما ذكرت قناة "يورونيوز" الأوروبية ان تدفقات قوارب المهاجرين من السواحل الفرنسية باتجاه بريطانيا، تسببت بتوتر كبير بين البلدين الجارين، اوضحت صحيفة "الفايننشال تايمز" ان المفاوضات بين الدولتين متواصلة منذ شهور حول تجديد وتعديل الاتفاقات المتعلقة بضبط الهجرة عبر بحر المانش، بحسب تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز.
واشارت "الفايننشال تايمز" الى ان وزارة الدفاع البريطانية اعلنت عن رقم قياسي في اعداد المهاجرين الذي عبروا القناة وصل الى اكثر من 40 الف شخص، خلال العام الحالي حتى الان، بعدما كان الرقم المسجل في العام 2021، هو نحو 28 الف شخص، غالبيتهم من البانيا وافغانستان والعراق وايران.
واوضحت الصحيفة ان الحكومة البريطانية تحت ضغوط متزايدة من نواب حزب المحافظين لمنع المهاجرين من الوصول الى اراضي المملكة المتحدة من خلال قوارب صغيرة، وهي عمليات تشرف عليها العديد عصابات الاتجار بالبشر.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الصفقة البريطانية -الفرنسية، انها تتضمن زيادة المدفوعات المالية من لندن الى باريس وتوثيق العلاقات بين فرق شرطة الحدود في البلدين.
ومن جهتها، ذكرت "يورونيوز" انه بموجب الاتفاق الذي وقع في باريس بين وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان ونظيرته البريطانية سويلا برافرمان، فان الحكومة البريطانية ستدفع لفرنسا 72,2 مليون يورو (74,5 مليون دولار) خلال العامين 2022-2023، من اجل ان تعزز السلطة الفرنسية بنسبة 40% عدد عناصر قواها الأمنية لتزيد 350 شرطيا وحارسا اضافيا، ستكون مهمتهم تسيير دوريات على الشواطئ الشمالية لفرنسا. وفي العام 2018، لم يكن هناك سوى 90 عنصرا امنيا من فرنسا يقوم بالمهمة.
وبحسب "الفايننشال تايمز" فان 200 مليون يورو دفعتها بريطانيا بالاجمال لفرنسا منذ العام 2018، لتعزيز مراقبة الحدود، لكن باريس تنفق ما مجموعه 250 مليون يورو سنويا فيما يتعلق بالاجراءات المرتبطة بالحدود القريبة للسواحل البريطانية.
وتشير تفاصيل الاتفاق التي نشرتها "يورونيوز" الى ان الخطوات تتضمن نشر موارد بشرية وتكنولوجية واجهزة تصوير وطائرات مسيرة على الساحل الفرنسي، للكشف عن القوارب واعتراضها. كما تسعى الدولتان ايضا الى جمع المعلومات الخاصة بظاهرة المهاجرين من اجل العمل على تفكيك شبكات التهريب بشكل فعال واحباط عمليات العبور غير الشرعية بطريقة مشتركة، بالتواصل مع بلدان المنشأ.
وبالاضافة الى ذلك، فانه سيتم انشاء مراكز لايواء المهاجرين في جنوب فرنسا، من اجل ردع المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط لمحاولة الوصول الى ميناء كاليه شمال فرنسا، وتقديم بدائل آمنة لهم.
ونقلت "الفايننشال تايمز" عن وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك، تعهدات بانه سيعمل على تضييق الخناق على طلاب اللجوء الذين يتم اسكانهم في فنادق بريطانية بتكلفة 5.6 مليون جنيه استرليني يوميا قائلا ان هذا "الكرم" تجاه اللاجئين يجري "اساءة استغلاله".