شفق نيوز/ صدر كتاب جديد يروي قصة الحروب الاميركية في السنوات الماضية، تحت عنوان "كفى بالفعل: حان الوقت لانهاء الحرب على الارهاب"، وهو لا يتطرق الى حربي العراق وافغانستان فقط، وانما يتناول أيضا النزاعات التي انخرطت فيها الولايات المتحدة في الصومال وليبيا وسوريا وباكستان ومالي واليمن.  

وذكر موقع "ساندوسكي" الاميركي انه يتم النظر الى الغزو الاميركي للعراق في العام 2003 على انه كارثة اودت بحياة اعداد كبيرة من الناس ولم تحقق شيئا يذكر للامن الاميركي.

كما أوضح الموقع الاميركي انه اذا التزم الرئيس الاميركي جو بايدن بقراره سحب القوات من افغانستان، فانه سينهي بذلك اطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، والتي تركت حركة طالبان وهي مسيطرة على جزء كبير من البلاد.

واشار الى ان العراق وافغانستان لا يشكلان التدخلات العسكرية الاميركية الوحيدة التي جرت بشكل سيئ بالنسبة للولايات المتحدة، وهو ما خلص اليه مؤلف الكتاب الاميركي "كفى بالفعل" سكوت هورتون الذي يؤرخ أيضا الانخراط الاميركي في نزاعات الصومال وباكستان وليبيا ومالي وسوريا واليمن وغيرها. 

وبحسب الكتاب، فان الميل نحو الانخراط غير الضروري عسكريا في نزاعات حول العالم، كان من جانب الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وكان الرئيس الجمهوري جورج بوش هو الذي دفع الولايات المتحدة الى حرب العراق العام 2003 ، لكنه حصل على دعم العديد من الديمقراطيين. وبالمثل، يمكن القاء اللوم على الرئيس باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لتدمير ليبيا، التي لا تزال حتى يومنا هذا متورطة في حرب اهلية واصبحت مرتعا للارهابيين، لكن قلة من الجمهوريين عارضوا تلك الحرب.

ويشير هورتون في كتابه الى ان العديد من الاميركيين يفضلون ببساطة عدم الالتفات الى ما تفعله حكومتهم، مضيفا ان الامر وصل الى حد ان الولايات المتحدة صارت تزويد المتطرفين الاسلاميين بالسلاح خلال الحرب الاهلية السورية، مما ساعد على تعريض المسيحيين السوريين الى الخطر. 

واشار ايضا الى انه عندما تدخل الروسي فلاديمير بوتين لمساعدة الطرف الآخر، كان احد دوافعه الضغط الذي كان يتعرض له من الكنيسة الارثوذكسية الروسية لانقاذ المجتمع المسيحي في سوريا.

وفي الفصل الخاص من الكتاب حول باكستان، تحدث هورتون عن كيفية تسبب سياسات اوباما بمقتل العديد من المدنيين في ضربات الطائرات بدون طيار وان السكان المدنيين ارهبوا بهجمات الطائرات بدون طيار. 

واستشهد بتقرير صدر في العام 2012 عن كلية الحقوق في جامعة ستانفورد بعنوان "العيش تحت الطائرات بدون طيار". واشار الموقع الاميركي الى ان التفاصيل في التقرير مروعة، وعرض فقرة عن غارة بطائرة بدون طيار اسفرت عن مقتل 42 شخصا، معظمهم من المدنيين:

"في حوالي الساعة 10:45 صباحا، وبينما كانت المجموعتان في نقاش، أصاب صاروخ أطلق من طائرة اميركية بدون طيار الرجال الجالسين. احمد جان، الذي كان جالسا في واحدة من دائرتين من حوالي 20 رجلا قال لباحثينا إنه يتذكر سماع الصوت الذي أصدرته الصواريخ قبل ثوان فقط من اصطدامها بمركز مجموعته. وألقت قوة الاصطدام بجسد جان مسافة كبيرة، مما ادى الى فقدانه الوعي وقتل كل من كان جالسا في الحلقة. وتم اطلاق عدة صواريخ اضافية، اصاب احدها على الاقل الدائرة الثانية. واجمالا، قتلت الصواريخ ما لا يقل عن 42 شخصا. 

أخبرنا أحد الناجين من الدائرة الأخرى ، محمد نظير خان، أن العديد من القتلى على ما يبدو قتلوا بسبب قطع متطايرة من الصخور المحطمة. وذكر شاهد اخر هو ادريس فريد أن "كل شيء قد دمر.. كانت هناك أشلاء. كان هناك الكثير من اللحم والدم". 

ويتطرق كتاب هورتون الى العديد من الفظائع المشابهة التي تسببت فيها الولايات المتحدة او حرضت عليها بشكل مباشر، في بلدان لم تكن في حالة حرب مع الولايات المتحدة وتشكل تهديدا ضئيلا للاميركيين. واعتبر الموقع ان الكتاب يمثل تحديا لللامبالاة التي يبديها العديد من الاميركيين تجاه السياسة الخارجية لبلادهم.