شفق نيوز / أثار تأسيس الحشد الشعبي التونسي، مخاوف الشعب من طبيعة هذا التنظيم المؤسس حديثاً ومدى قربه من توجهات مثيله في العراق.
ويُقدم الحشد الشعبي التونسي نفسه على أنه تنظيم بديل عن الأحزاب السياسية ونقيض لها، دون أن يخفي دعمه لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، ورفضه المطلق لمشروع "الربيع العربي" الذي يعتبره "صفحة قاتمة في تاريخ تونس".
وبحسب وسائل إعلام تونسية، أثار هذا التنظيم مخاوف أطراف سياسية وحقوقية، إضافة إلى مخاوف الشعب، من تحوّله إلى تنظيم مسلح على شاكلة الحشد العراقي، خاصة وأن المتحدث الرسمي باسمه عرف بدعمه للرئيس الليبي السابق معمر القذافي وللفكر الجماهيري.
وعبرت الأمينة العامة لحزب حراك "تونس الإرادة" لمياء الخميري، في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية، عن قلقها من انحراف هذا التنظيم نحو الفوضى وخلق الانقسام بين التونسيين.
واعتبرت الخميري، أن اختيار تسمية "الحشد الشعبي" ليست بالبريئة، خاصة وأن الشعار الذي اعتمده هذا التنظيم مشابه لشعار نظيره في العراق، "حيث تم الإبقاء على الألوان الأربعة المميزة له وهي الأحمر والأسود والأصفر والأخضر"، حسب قولها.
وأضافت: "ليس من قبيل الصدفة أن يقع الاختيار على "اسم يدل على مفهوم سلبي ارتبط بالحشد الشعبي العراقي الذي هو تنظيم شيعي ومليشاوي يقوم على العنف وعلى التصفية الدموية"، على حد تعبيرها.
وترى الخميري، أن هذا التنظيم "سيخلق الفوضى في تونس التي لا تضم تقسيمات عرقية كالشيعة والسنة"، قائلة: "عندما لم ينجح هؤلاء في خلق حرب أهلية التجؤوا إلى سلاح التقسيم عبر العرقيات لبث انشقاقات جديدة بين أبناء الشعب التونسي".
وتساءلت الخميري ما إذا كان هذا التنظيم "سيتبنّى نفس الوظائف التي يضطلع بها الحشد الشعبي العراقي، خاصة وأن تونس عاشت تجربة مشابهة بعد 2011 مع روابط حماية الثورة التي أرادت الاستحواذ على وظيفة وزارة الداخلية قبل أن يتصدى لها المجتمع المدني".
في المقابل، قال رئيس مجلس قيادة الحشد الشعبي التونسي، أنيس فعدان، إن الحشد الشعبي هو ائتلاف مدني وسلمي ولا علاقة له بأي انتماء طائفي.
وتابع: "تسمية الحشد الشعبي هي دلالة لغوية قوية على ضرورة حشد الشعب التونسي لتحقيق الإصلاح المطلوب في البلاد وصنع أيديولوجيا وطنية توحد جميع أطيافه، وليست اقتباسا لتجربة وجدت في العراق".
وبيّن فعدان أن "هذا التنظيم وعلى عكس سابقيه يقطع مع أي من الانتماءات الأيديولوجية التي فرّقت تونس وجنت على شعبها وقسمته وأوصلت البلاد إلى مرحلة التناحر السياسي"، وفقا لقوله.
وأضاف أن الحشد يحمل مشروعا إصلاحيا ثوريا يهدف من خلاله إلى إحداث ثورة اقتصادية وفكرية وثقافية وبناء دولة متقدمة ومثقفة قادرة على الالتحاق بركب الحضارة، من خلال إحداث تشريعات وقوانين جديدة تتماشى مع الواقع التونسي وتتلاءم مع الظروف التي تمر بها البلاد.
ويرى فعدان أن الحشد الشعبي التونسي سيكون بديلا ونقيضا للأحزاب السياسية التي فشلت في الاستجابة لتطلعات الشعب التونسي وأثبتت فشلها الذريع في مقاومة الأزمات منذ 2011 إلى اليوم بل وتاجرت بمعاناة المواطنين ومشاكلهم طيلة سنوات، قائلا: "إن المواطن التونسي أصبح لديه احتراز شديد من كلمة حزب".