شفق نيوز- أبوجا

تتجه المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إلى تشكيل قوة عسكرية إقليمية قوامها 260 ألف جندي لمكافحة تصاعد العنف والهجمات الإرهابية التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي.

وكشف مصدر عسكري نيجيري رفيع المستوى أنّ "هذه القوة من المحتمل أن تبدأ عملها رسمياً في بداية العام المقبل على أمل أن تساعد في بسط الأمن، لكن أولوياتها ستتمحور أساساً حول تعزيز حراسة الحدود وتأمين المناطق الريفية وحماية المدنيين من الهجمات"، بحسب تقرير لموقع "إرم نيوز".

وأضاف المصدر أنّ "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تعمل الآن على جمع التمويلات اللازمة لدعم هذه القوة والتي تمّ تقديرها بـ 2.5 مليار دولار أمريكي".

ووفقاً للمتحدث فإنه من المرتقب أن يعقد وزراء المالية وقادة الجيوش في "إيكواس" لاحقاً قمة من أجل التصديق على خطط جمع التمويلات المذكورة والآليات التي ستتم بها العملية.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين أن "هذه القوة الجديدة لن تقدر على تحقيق الأمن والاستقرار لسبب بسيط وهو أنّ الإجراءات العسكرية والأمنية وحدها غير كافية لحل قضايا الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي".

وتابع تورشين أن "حل مشكلة الأمن والاستقرار والإرهاب في الساحل الأفريقي يرتبط أيضاً بإيجاد حلول للملف الاقتصادي وخلق فرص للشباب، لذلك لا أعتقد أن مجرّد إنشاء قوة عسكرية جديدة قادر على الحدّ من هذه الأزمة".

وشدّد على أنّه "دول كونفدرالية الساحل لن تقبل بدخول هذه القوة أراضيها أو القيام بعمليات عسكرية داخلها على اعتبار أن هذه الدول وجّهت لها الدعوة لحضور الاجتماع التنسيقي لإطلاق هذه القوة في نيجيريا لكنّها رفضت المشاركة فيه".

ويأتي هذا المستجدّ في وقت تشهد فيه دول مالي وبوركينا فاسو تصاعداً للهجمات التي تشنها جماعات مثل نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.

بدوره، أكد المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، أنّ "خطوة إيكواس مهمة خاصة إذا تمّ الإسراع بإطلاق هذه القوة دون تعطيل في ظلّ حاجة المنطقة إلى تحرك جدي يوقف تقدم بعض الجماعات المسلحة وفي مقدمتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تقترب أكثر من العاصمة المالية، باماكو".

واستدرك إدريس بالقول "لكن هناك معضلة حقيقية تكمن في مصادر تمويل هذه القوة وأيضاً بمصادر تسليحها حيث ما تزال قدرات جيوش المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا محدودة للغاية مقابل تطور لقدرات الجماعات المسلحة".

واستنتج المتحدث أنه "في ظل الغموض الذي يكتنف مصادر تمويل المجموعة والمناطق التي ستنفذ فيها عمليات وقادتها فإنه من السابق لأوانه الحديث عن نجاحها أو فشلها".