شفق نيوز- واشنطن

نشر موقع "سي أن أن عربية" الأمريكي، يوم الأحد، تحقيقاً استقصائياً لمقطع فيديو حظي بمئات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات في مختلف المنصات الاجتماعية يزعم إظهاره لحظة قيام طائرات أمريكية بنقل عناصر لتنظيم "داعش" مؤخراً من وادي حوران في محافظة الأنبار غربي العراق.

ووفقاً للتقرير، فقد جاء المقطع مصحوباً بوصف مُضلل يقول: "شاهد الكارثة قبل انطلاق عملية تطهير وادي حوران قامت الطائرات الأمريكية بنقل عناصر تنظيم داعش الإرهابي من عمق وادي حوران إلى جهة مجهولة".

وكشف التحقق أن الفيديو قديم، ولا يرتبط بأي عمليات بسلاح الجو الأمريكي حديثاً.

وأشار إلى أن المقطع المتداول حالياً حظي في نهايات تموز/ يوليو 2017، بانتشار واسع، بعد رواية غير مؤكدة ذكرت وقتها أن الطائرات العسكرية الأمريكية التي ظهرت في الفيديو كانت تقوم بنقل "ضباط استخبارات زرعتهم داخل تنظيم داعش الإرهابي" من محافظة دير الزور شرقي سوريا.

وزعمت تقارير أخرى في ذلك الوقت أن "مروحيات تابعة لسلاح الجو الأمريكي أجلت قرابة 20 قيادياً ميدانياً في تنظيم "داعش" الإرهابي من محافظة دير الزور".

وهي رواية أوردتها وسائل إعلام روسية وسورية تابعة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، وبعض مواقع الأخبار التركية، استندت فيها إلى ما قالته "مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية" لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية الرسمية.

كما روّجت حسابات صينية أيضاً لرواية مشابهة، وقالت قناة ناطقة بالصينية والإنجليزية عبر يوتيوب في 9 تموز/ يوليو 2017، إن "مروحيات أمريكية تحلق فوق منطقة خاضعة لسيطرة داعش في الحويجة بالعراق".

وفي 8 تموز/ يوليو 2017، أشار حساب في منصة "إكس" (تويتر سابقاً) إلى أن "خمس طائرات أمريكية من طراز UH-60 وطائرتان من طراز CH-47 تمر عبر موقع لقوات الحشد الشعبي العراقية في جبل حمرين بالعراق".

وكانت جبال وتلال حمرين الموزعة بين محافظات ديالي وصلاح الدين وكركوك، بقعة رئيسية لهجمات تنظيم داعش في العراق. وهو أيضاً موقع مختلف عن وادي حوران الذي زعمه الادعاء.

بينما احتفظ موقع استضافة الفيديوهات الإيراني "آبارات" بنسخة من الفيديو يعود تاريخها إلى 11 كانون الثاني/ يناير 2017. وكتب ناشره إن اللقطات لطائرات عراقية تمر عبر موقع لقوات الحشد الشعبي، وهو تعليق غير دقيق تماماً، حيث يُسمع بعض الأشخاص في خلفية المقطع وهم يشيرون إلى أنها طائرات أمريكية.

وفي حين يظل سياق الفيديو غير واضح تماماً تعتبر النسخة الموجودة في موقع "آبارات" هي الأقدم من حيث تاريخ النشر.

واجتاح تنظيم داعش مساحات شاسعة من العراق في عام 2014، قبل هزيمته في كانون الأول/ ديسمبر 2017 من الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، بدعم من خلال تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة.