شفق نيوز / حذر القائد الأعلى الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، اليوم الخميس، من أنَّ الوقت "ينفد" من بين يدي الولايات المتحدة وحلفائها لمضاهاة آلة الحرب الصينية "المنيعة".
وفي تقييم صريح للتهديد الناشئ من بكين، أوضح الأدميرال جون أكويلينو الخطوط العريضة للنمو السريع للبحرية الصينية، وانتشار مئات الصوامع قيد الإنشاء لإيواء الصواريخ الباليستية المسلحة نووياً، ومضاعفة إنتاج الجيل الخامس من المقاتلات الشبحية.
وحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية، قال أكويلينو، قائد القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (إندوباكوم)، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ كان يشرف على "أكبر وأسرع وأشمل بناء عسكري" منذ الحرب العالمية الثانية في كل من "المجالات النووية التقليدية والاستراتيجية".
كما أخبر أكويلينو لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي: "الصراع في منطقة عمليات إندوباكوم ليس وشيكاً ولا حتمياً، ومع ذلك، ليس لدينا متسع من الوقت، يجب أن نتحرك الآن للحفاظ على منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة".
توترات بين القوى العظمى بسبب تايوان
يأتي ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين القوى العظمى بسبب غزو الصين المتوقع لتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي قال الرئيس شي إنها ستعاد إلى سيطرة بكين.
وتخطط واشنطن لإرسال 400 صاروخ مضاد للسفن من طراز هاربون إلى تايوان، الأمر الذي قوبل بالتنديد.
ورداً على ذلك، ذكرت صحيفة The Global Times، التي يديرها الحزب الصيني الحاكم، أن الصواريخ تمثل "خطوة أخرى لما يسمى استراتيجية النيص لتجهيز الجزيرة ومحاولة ردع القوات الصينية؛ لأنَّ الصواريخ يمكن أن تستهدف أسطول الإنزال البرمائي الصيني".
فيما قال أكويلينو، مشدداً على التهديد المُوجَّه إلى تايوان: "تُظهِر تكتيكات الضغط المتسقة التي تتبعها بكين وسلوكها القسري انفصالاً كبيراً بين أقوالها وأفعالها".
بالنظر إلى التهديد الأوسع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بأكملها، قال أكويلينو إنَّ "أكثر التطورات إثارة للإعجاب" كانت الطريقة التي واصلت بها القوة الصاروخية لجيش التحرير الشعبي "توسيع ترسانتها من الصواريخ التقليدية والنووية على نطاق واسع".
وتابع أكويلينو: "من شبه المؤكد أنَّ هذا يشمل عدداً كبيراً من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وبعضها قد يكون ذا قدرة نووية. إنَّ بناء حقول من صوامع تخزين الصواريخ في جميع أنحاء شمال الصين، إلى جانب غواصات الصواريخ البالستية الحديثة وقاذفة شيان إتش-6 للتزود بالوقود جواً، تؤكد تركيز الصين على تطوير ثالوث نووي قابل للبقاء".
وأشار إلى أنَّ السلطات في الصين كانت غامضة بشأن "حجم توسع قوتها النووية"، مضيفاً أنَّ التقديرات الحالية تشير إلى أنَّ ترسانة الجيش الصيني من الرؤوس النووية قد تصل لما لا يقل عن 1000 رأس نووي قابل للإطلاق قبل نهاية العقد.
كما أوضح: "هذه الترسانة الأكبر يمكن أن تزود جمهورية الصين الشعبية بخيارات جديدة قبل وأثناء أية أزمات أو صراعات للاستفادة من الأسلحة النووية لأغراض قسرية، بما في ذلك الاستفزازات العسكرية ضد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة"، ملمحاً إلى مثل هذه الاستراتيجية في حال حاولت الولايات المتحدة الدفاع عن تايوان من الغزو.
وفي إشارة إلى البحرية الصينية المتنامية، لفت إلى أن بكين أضافت 17 سفينة حربية إلى أسطولها العام الماضي، بما في ذلك أربع طرادات صواريخ مُوجَّهة وثلاث مدمرات وخمس فرقاطات وغواصتان هجوميتان وسفينة هجومية برمائية كبيرة. وتوقع أنَّ خطة جيش التحرير الشعبي للقوات البحرية، التي تضم حالياً 350 "سفينة قوة قتالية"، هي زيادة حجمها إلى 440 بحلول عام 2030.
على الجانب الآخر، بموجب خطط بناء السفن الحالية للبحرية الأمريكية، سيزداد عدد سفن القوة القتالية من 292 سفينة حالياً إلى الحد الأقصى 367 بحلول عام 2052.
ولا يزال لدى الولايات المتحدة عدد أكبر بكثير من الحاملات مقارنة بالصين -11 حاملة أمريكية مقارنةً بحاملتين في الخدمة في الصين وواحدة من الجيل الجديد التي أُطلِقَت العام الماضي- لكن بكين قد يكون لديها خمس شركات بحلول عام 2030. وقد حددت بكين عام 2027 هدفاً لجيش التحرير الشعبى الصيني لتقديم القدرات "المطلوبة لمواجهة الجيش الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ واستعراض القوة في جميع أنحاء العالم".