شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية أن صفقة الغواصات الفرنسية التي ألغتها استراليا بسبب تدخلات الولايات المتحدة، تثير غضب فرنسا وأوروبا، فيما رجحت أن يكون لها تداعيات على الشرق الاوسط.
وأشارت الصحيفة الاسرائيلية في خبر ترجمته وكالة شفق نيوز؛ بداية إلى أن الصفقة الجديدة يطلق عليها اسم "أوكوس" وهي تتعلق بتلقي استراليا غواصات تعمل بالطاقة النووية، ووصفت بأنها وسيلة لتعزيز قوة استراليا، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة وبريطانيا، في مواجهة الصين.
وكانت فرنسا أعلنت أنها استدعت سفيريها من واشنطن ولندن بعد الإعلان عن الصفقة. بحسب هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"،فيما قال وزير الخارجية الفرنسي أن هذا "القرار الاستثنائي" تبرره "الخطورة الاستثنائية" للوضع.
وتساهم الصفقة الجديدة "أوكوس" المتعلقة بتزويد استراليا بغواصات نووية، في تعزيز شبكة "العيون الخمسة" التجسسية التي تضم دولا مرتبطة بعلاقات تاريخية مع بريطانيا، علما بأن كندا ونيوزيلندا، اللتان تعدان جزءا من "العيون الخمس"، ليستا جزءا من "أوكوس".
وأشار تقرير الصحيفة الى ان الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا غالبا ما تعمل سوية بشكل وثيق على السياسات في المنطقة، وكانت بريطانيا حليفا رئيسيا لواشنطن في حربي العراق وأفغانستان، كما ان أستراليا والولايات المتحدة كانتا داعمتين قويتين لاسرائيل على مر السنين، والزعيم البريطاني الحالي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع اسرائيل.
واضافت ان فرنسا تلعب دورا مهما في المنطقة، لكن سياساتها تبتعد احيانا عن الدور الأمريكي، مشيرة على سبيل المثال إلى أن لدى فرنسا مصالح في لبنان لا تتشابه دائما مع مصالح الولايات المتحدة، وان باريس ابدت ليونة في المحادثات مع حزب الله. والى جانب ذلك، شاركت فرنسا في المؤتمر الاخير في بغداد حيث حضرت تركيا وإيران ودول رئيسية اخرى، فيما لم تشارك الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الاجتماع.
واعتبرت الصحيفة؛ أن ذلك يكشف سعي فرنسا لان تلعب دورا أكثر قوة في الشرق الأوسط، فيما تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بتحولات في سياساتهما، إذ تريد واشنطن التركيز على منافسين مثل الصين، وهو ما يعني إنفاق استثمارات كبيرة في سلاح القوة البحرية.
ولفتت الى أن ذلك يعني ايضا ان الولايات المتحدة قلصت من مصالحها في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بعد مغادرتها افغانستان، وان هناك اسئلة كبيرة تلوح في الأفق حول مدى التزام الولايات المتحدة بشرق سوريا والعراق.
وخلصت الصحيفة إلى ان ما يجري مهم بالنسبة لاسرائيل لأنها تواجه التهديدات الايرانية في أماكن مثل سوريا وتهديدات وكلاء إيران التي تشمل حزب الله والجماعات المدعومة من طهران في اليمن والعراق.
واشارت الى ان هذه الجماعات المسلحة، لديها التكنولوجيا الايرانية المتطورة للطائرات المسيرة، وانه قد يكون للتحول في العلاقات الأوروبية والفرنسية مع الولايات المتحدة وبريطانيا في المنطقة تداعيات على إسرائيل إذا بدت هذه الدول اكثر اهتماما بالتعامل مع ايران وميليشياتها. وتابعت أن ذلك قد يؤثر أيضا على مفاوضات الاتفاق النووي.
واعتبرت انه "من المهم لإسرائيل ان تكون على إدراك بهذه الرمال المتحركة لتتمكن من تحليل وجهة الخطوات التالية".