شفق نيوز/ اندلعت النيران في عدد من الغابات التركية التي تقع غالباً بالقرب من مرافق سياحية يتمّ استخدامها في الصيف والاعتماد عليها كمصدر موسمي للدخل لدى عددٍ كبير من المستثمرين والسكان المحليين، كما هي الحال في بعض مناطق البلاد مثل موغلا وأيدين.
ونفثت الحرائق بدخانها على حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ومعارضيه الذين تبادلوا الاتهامات من جديد بشأن تحمّل المسؤوليات حيال كيفية مواجهة الحرائق التي تتكرر كل صيف في عدد من الغابات التركية التي تقع في مناطق متفرقة من البلاد.
وبحسب مصادر تركية؛ لم تتمكن فرق الإطفاء حتى الآن من السيطرة على الحرائق التي اندلعت في ست من غابات البلاد وهي أيدين وكارشياكا وإزمير ومانيسا وغوردس بولو غوينوك وكارابوك أوفاسي، رغم محاولاتها المستمرة منذ ساعات.
ووفق المصادر، فإن سوء الأحوال الجوية كالرياح الشديدة هي التي تمنع فرق الإطفاء من السيطرة على تلك الحرائق.
وكشف وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماكلي في تصريحاتٍ صحافية أن خط النيران يمتد لمسافة تسعة كيلومترات بين الجناحين الجنوبي والشمالي لمدينة أيدين، مضيفاً أنه "بسبب الرياح القوية، امتدت النار إلى مساحة واسعة وجعلت التضاريس الوعرة من الصعب التدخل. ومع ذلك، فقد قاتلت فرقنا بشدة هنا أيضًا واعتنت بنسبة كبيرة من المناطق الوسطى".
وتقدم يوماكلي بالشكر لفرق الإطفاء، مفيدا أنهم "يقاتلون عدواً لا يتعب ولا يعاني ولا يحتاج إلى النوم".
كما ذكر أن ثلاث طائرات و15 طائرة هليكوبتر و60 مدفعًا ميدانيًا و390 فردًا يشاركون في عمليات إطفاء الحرائق في منطقة يامنلار في إزمير، في حين أن 7 طائرات و15 طائرة هليكوبتر و62 مركبة برية و368 فردًا يشاركون في محاولات إخماد الحرائق في أيضن.
وشدد يوماكلي على وجود 8 حرائق أخرى نشطة في الوقت الراهن، مشيرا إلى انخفاض طاقة 4 من هذه الحرائق.
كما لفت يوماكلي إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تناول حرائق الغابات خلال اتصاله الهاتفي مع نظيره الأذربيجاني، "وعلى خلفية هذا أعلن الرئيس الأذربيجاني أنه تم تخصيص طائرة إطفاء لمساعدة تركيا".
وتحوّلت المساعدات الخارجية التي ترد إلى تركيا بهدف السيطرة على حرائق الغابات إلى موضع جدل بين الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة كحزب "الشعب الجمهوري" الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.
وينتقد "الشعب الجمهوري" حصول تركيا على مساعدات خارجية للسيطرة على الحرائق، في حين أنها تصدّر الطائرات المسيّرة للخارج.
ويوجه هذا الحزب الانتقادات بشكلٍ رئيسي للحزب الحاكم حيال عدم تخصيص العدد الكافي من الطائرات التي تستخدمها السلطات في إخماد الحرائق.
وبالتزامن مع ذلك تضاربت الأنباء بشأن عدد الغابات التي اندلعت فيها النيران، فبحسب وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، فقد اندلع 19 حريقاً في عموم أرجاء البلاد بين يومي 15 و17 أغسطس/آب الجاري، لكن وزير الغابات تحدّث عن 8 حرائق فقط تمّ السيطرة منها على اثنين فقط.
كما كشف يرلي كايا أن السلطات اعتقلت ما مجموعه 7 أشخاص، بما في ذلك 3 أشخاص في منطقة صور في إزمير، وشخصان في منطقة أوديميش، وشخص واحد في منطقة بايندير وشخص واحد في منطقة كارشياكا، للاشتباه في تسببهم في حريق غابة وحبس 2 من الأشخاص الأربعة المحتجزين في منطقة غوينوك في بولو وصدور قرار رقابة قضائية بحق 2 آخرين.
كذلك اعتقلت السلطات اليوم الأحد 3 آخرين لتورطهم في الحريق الذي اندلع في غابات أيدين.