شفق نيوز/ أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن السلطات أودعت مهاجراً عراقياً السجن، كان على متن قارب المهاجرين الذي غرق قبالة السواحل الإيطالية قبل عشرة أيام، بتهمة قتل فتاة قاصرة قبل الغرق.
وذكرت وسائل الإعلام أن أمر توقيف بحق مهاجر عراقي بتهمة القتل العمد لفتاة قاصر قبل غرق سفينة كانت تقل نحو 70 مهاجراً، قبالة سواحل كالابريا جنوب إيطاليا، وهو من بين الناجين الـ11 إضافة إلى والدة الفتاة التي ادعت عليه، فيما عثر على جثث 36 شخصاً، والباقي في عداد المفقودين.
ويبلغ المتهم 27 عاماً بينما لم تتجاوز الضحية الـ16 عاماً، وقد أصدر مكتب المدعي العام في لوكري أمراً بتوقيفه، بعد بدء تحقيقات مشتركة من فرقة طيران ومركز شرطة وقسم العمليات البحرية في المنطقة الجنوبية الإيطالية.
وكان الناجون قد رسوا في ميناء روسيا إيونيكا في 17 حزيران/ يونيو الجاري، بعد أن غرق مركبهم الذي كان فيه نحو 70 مهاجراً. وكانت أم الفتاة القاصرة من بين الناجين وهي من ادعت على المعتدي.
وبينت النتائج الأولية للتحقيقات أنه بينما كان القارب ينجرف ويغرق، "نفذ المهاجر الموقوف عنفاً على الفتاة أدى إلى وفاتها اختناقاً"، بحسب الصحيفة المحلية "Calabria news"، نقلاً عن بيان للشرطة.
وكان القارب قد أبحر مساء 11 حزيران/ يونيو الجاري من مدينة بودروم الساحلية التركية، وعلى متنه أكثر من 70 شخصاً من العراقيين والإيرانيين والباكستانيين والسوريين والأفغان، بحسب الناجين.
وتحطم بعد ثلاثة أيام من الإبحار في البحر الأيوني، على مسافة تتراوح ما بين 75 إلى 80 ميلاً من السواحل اليونانية، و120 ميلاً من السواحل الإيطالية.
وورد في تقرير لصحيفة محلية "il quotidiano del sud" أمس الخميس، أن "المهاجر، وهو على الأرجح أحد المهربين المزعومين، قد اعتلى جسد الفتاة وضغط بكل قوته على صدرها بساقيه، مما أدى إلى اختناقها، ولم يثبت بعد ما إذا كانت هناك محاولة للعنف الجنسي. واستمع المحققون إلى والدة الفتاة المتوفاة، وهو ما أكده أيضاً لاجئون آخرون ناجون ما زالوا يتلقون العلاج في مستشفيات كالابريا المختلفة".
وأضاف التقرير أن "الرجل العراقي كان قد وضع في مستشفى بوليستنا، ومن ثم وضع في سجن كاتانزارو، وأنه ما من معلومات بشأن ناجيين آخرين كانا قد هربا من مستشفى لوكري، من المحتمل أن يكونا مهربين أيضاً".
وكانت السلطات في إقليم كوردستان قد أعلنت يوم الثلاثاء 25 حزيران/ يونيو الجاري توقيف أربعة "مهرّبين متاجرين بالبشر"، لضلوعهم في غرق هذا القارب.
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" في وقت سابق إن عائلات أفغانية من بين المفقودين، في معرض إدانتها "لسياسات الاتحاد الأوروبي" في التعامل مع المهاجرين في البحر المتوسط وتذكيرها أن "غرق الأشخاص في البحر المتوسط ليس كارثة طبيعية".
ونجت طفلة عراقية تدعى نالينا وعمرها عشر سنوات بعد أن ساعدها شاب سوري ومكنها من التمسك بقسم القارب الطافي ريثما أتت فرق الإنقاذ، إلا أنها فقدت والديها وأخويها الصغيرين.
ونجا الشاب السوري الذي أنقذ الطفلة العراقية إضافة إلى امرأة كوردية عمرها عشرين عاماً، ويخضعون جميعهم للعلاج.
وبشأن الواقع الحالي لهذه المأساة وتبعاتها، أضاف التقرير المحلي أن "أقارب وأصدقاء الناجين يواصلون بالوفود من كل أوروبا ويخضعون لفحوص الـDNA للكشف عن صلة القربى، وهو الإجراء الضروري للتعرف على الجثث، ما استدعى نقل أقارب الضحايا إلى فندق في الضاحية الجنوبية لبلدة روتشيلا جانيكا الساحلية حيث تتكفل أبرشية هناك بكل المصاريف".
وأضاف أيضاً أنه لا يوجد حتى الآن سوى طلب وحيد لنقل جثة لبلد آخر وهي لشاب أفغاني بعد أن تعرفت عائلته القاطنة في ألمانيا على رفاته وطلبت نقل جثته، وأنه لا تزال عمليات البحث عن المفقودين متواصلة رغم تضاؤل فرص الحصول على المفقودين.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فقد توفي أو فقد نحو 3155 مهاجرا في البحر الأبيض المتوسط العام الماضي، كما توفي أو فقد أكثر من 1000 شخص منذ بداية العام.
ويعد وسط البحر الأبيض المتوسط أكثر طرق الهجرة فتكا في العالم ويمثل 80% من الوفيات والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط، حيث يغادر العديد من المهاجرين تونس أو ليبيا بالقوارب متجهين إلى أوروبا، وغالبا ما تكون إيطاليا هي نقطة وصولهم الأولى.
وانخفض عدد الوافدين بشكل كبير منذ بداية العام، حيث وصل إلى 24 ألفاً و477 شخصاً إلى إيطاليا حتى الآن، مقارنة بـ57 ألفاً و601 في الفترة نفسها من عام 2023، وفقاً لأحدث بيانات لوزارة الداخلية صدرت في 21 حزيران/ يونيو الجاري.